×

 من الفجور -كما تقوله الجاهلية- وإنما هي عبادة لله، فالعمرة يجوز أن يبقى بعدها، ويكون قارنًا، ويجوز أن يتحلل بعدها، ويحرم بالحج، وهذا أفضل، يكون متمتعًا بدل أن يكون قارنًا، هذا الذي شرعه النبي صلى الله عليه وسلم لأمته.

وكان أبو بكر وعمر رضي الله عنهما -أيضًا- لا يريان العمرة في أشهر الحج؛ من أجل ألا ينقطع الناس عن العمرة في سائر السنة وعن زيارة البيت، لكن كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم فوق كلامهم، فإنه شرع لأمته العمرة في أشهر الحج، ولم ينقطع الزائرون لهذا البيت في سائر السنة؛ لأنهم كانوا يريدون أن العمرة تبقى في جميع العام؛ لئلا يهجر البيت، فإذا اعتمروا مع الحج، يحصل هجران للبيت، ويقل من يفد إليه. هذا ما حصل من أبي بكر وعمر رضي الله عنهما؛ كانوا لا يرون التمتع بالعمرة إلى الحج، بل يرون أن العمرة تتأخر عن الحج؛ لأجل ألا يهجر البيت في سائر السنة، ولكن سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم أولى بالاتباع، ولهذا أنكر عليهما ابن عباس رضي الله عنه، قال: «يوشك أن تنزل عليكم حجارة من السماء؛ أقول: قال رسول الله، وتقولون: قال أبو بكر وعمر؟!»، فقول الرسول صلى الله عليه وسلم هو المقدم، ولو كان القائل من العلماء الفضلاء والصحابة رضي الله عنهم، فالمقدم هو قول الرسول صلى الله عليه وسلم، فلا قول لأحدٍ مع قول الرسول صلى الله عليه وسلم، ولو كان من أفضل الناس ومن أكابر العلماء.

«وَيَجْعَلُونَ الْمحرَّم صَفَر»، هذا النسيء؛ يجعلون المحرم صفرًا، ينقلون شهر المحرم وأحكام شهر المحرم إلى شهر صفر، هذا من النسيء، قال الله جل وعلا: ﴿إِنَّمَا ٱلنَّسِيٓءُ زِيَادَةٞ فِي ٱلۡكُفۡرِۖ يُضَلُّ بِهِ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ يُحِلُّونَهُۥ عَامٗا وَيُحَرِّمُونَهُۥ عَامٗا [التوبة: 37]، فالله أبطل هذا، أبطل النسيء،


الشرح