×

وَعَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم اعْتَمَرَ أَرْبَعَ عُمَر فِي ذِي الْقَعْدَةِ إلاَّ الَّتِي اعْتَمَرَ مَعَ حَجَّتِهِ، عُمْرَتَهُ مِنَ الْحُدَيْبِيَةِ، وَمِنَ الْعَامِ الْمُقْبِلِ، وَمِنَ الْجِعْرَانَةِ حَيْثُ قَسَمَ غَنَائِمَ حُنَيْن، وَعُمْرَتَهُ مَعَ حَجَّتِهِ ([1]) .

**********

 قوله رحمه الله: «وَعَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم اعْتَمَرَ أَرْبَعَ عُمَر فِي ذِي الْقَعْدَةِ، إلاَّ الَّتِي اعْتَمَرَ مَعَ حَجَّتِهِ، عُمْرَتَهُ مِنَ الْحُدَيْبِيَةِ، وَمِنَ الْعَامِ الْمُقْبِلِ، وَمِنَ الْجِعْرَانَةِ حَيْثُ قَسَمَ غَنَائِمَ حُنَيْن»، اعتمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أربع عُمَر، وأما الحج، فلم يحج إلا مرة واحدة بعد البعثة صلى الله عليه وسلم، أما العمر، فإنها أربع، اعتمرها قبل حجه.

«أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم اعْتَمَرَ أَرْبَعَ عُمَر فِي ذِي الْقَعْدَةِ»، في ذي القعدة، وهو من أشهر الحج.

«إلاَّ الَّتِي اعْتَمَرَ مَعَ حَجَّتِهِ»، إلا التي اعتمرها مع حجته؛ لأنه أحرم قارنًا صلى الله عليه وسلم؛ لأنه قد ساق الهدي إلى مكة، ومن ساق الهدي، فإنه لا يتحلل حتى يذبح هديه يوم النحر، فالنبي صلى الله عليه وسلم أحرم قارنًا بين الحج والعمرة؛ لأنه ساق الهدي.

قال الإمام أحمد: «لا أشك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أحرم قارنًا».

«اعْتَمَرَ أَرْبَعَ عُمَرٍ فِي ذِي الْقَعْدَةِ، إلاَّ الَّتِي اعْتَمَرَ مَعَ حَجَّتِهِ، عُمْرَتَهُ مِنَ الْحُدَيْبِيَةِ»؛ هذه واحدة، ليست عمرته التي مع حجته، هذه واحدة من عُمَره؛ أنه اعتمر من الحديبية، وهي وادٍ قريب من مكة، يسمى بالتنعيم، التنعيم هو طرف الحديبية، الحديبية تبدأ من الشميسي، تعرفون الشميسي الذي بين مكة وبين جدة، هذا هو الحديبية، ممتد إلى التنعيم.


الشرح

([1])  أخرجه: أحمد (19/ 368)، والبخاري (1780)، ومسلم (1253).