وَعَنْ
عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: نَزَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم
الْمُحَصَّبَ، فَدَعَا عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أَبِي بَكْرٍ، فَقَالَ: «اخْرُجْ
بِأُخْتِكَ مِنَ الْحَرَمِ، فَتُهِلَّ بِعُمْرَةٍ، ثُمَّ لِتَطُفْ بِالْبَيْتِ؛
فَإِنَّمَا أَنْتَظِركُمَا هَا هُنَا». قَالَتْ: فَخَرَجْنَا، فَأَهْلَلْتُ، ثُمَّ
طُفْتُ بِالْبَيْتِ وَبِالصَّفَا وَالْمَرْوَةِ، فَجِئْنَا رَسُولَ اللَّهِ صلى
الله عليه وسلم وَهُوَ فِي مَنْزِلِهِ فِي جَوْفِ اللَّيْلِ، فَقَالَ: «هَلْ
فَرَغْتَ؟» قُلْتُ: نَعَمْ، فَأَذَّنَ فِي أَصْحَابِهِ بِالرَّحِيلِ، فَخَرَجَ،
فَمَرَّ بِالْبَيْتِ، فَطَافَ بِهِ قَبْلَ صَلاَةِ الصُّبْحِ، ثُمَّ خَرَجَ إلَى
الْمَدِينَةِ ([1]). مُتَّفَقٌ
عَلَيْهِمَا.
**********
قوله رحمه الله: «وَعَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ:
نَزَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الْمُحَصَّبَ»، لما فرغ من الحج،
ودفع من مِنى في اليوم الثالث عشر، نزل بالمحصب، وهو الأبطح شرق مكة.
فهل التحصيب والنزول من المحصب سُنة، أو أن الرسول صلى الله عليه وسلم
فعله؛ لأنه كان على طريقه؟ هذا هو الراجح - والله أعلم -، فلا يكون التحصيب سنة.
والمحصب الآن بُني، صار مباني، وليس فيه منازل الآن، وإلا كان في الأول
منزلاً ممتازًا للحجاج، ولكن اقتطعوه، وبنوه.
قوله رحمه الله: «وَعَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: نَزَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الْمُحَصَّبَ، فَدَعَا عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أَبِي بَكْرٍ، فَقَالَ: «اخْرُجْ بِأُخْتِكَ مِنَ الْحَرَمِ»، نزل بعد الحج بالمحصب، يعني: بالأبطح، وكانت عائشة رضي الله عنها لم تقتنع بالعمرة التي قرنتها مع الحج؛ لأنها كانت حائضًا، فأمرها النبي صلى الله عليه وسلم أن
([1]) أخرجه: أحمد (43/ 32)، والبخاري (1560)، ومسلم (1211).