وَعَنِ
ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ: «بَيْدَاؤُكُمْ هَذِهِ الَّتِي تَكْذِبُونَ
عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِيهَا، مَا أَهَلَّ رَسُولُ اللَّهِ
صلى الله عليه وسلم إلاَّ مِنْ عِنْدِ الْمَسْجِدِ - يَعْنِي: مَسْجِدَ ذِي
الْحُلَيْفَةِ» ([1]). مُتَّفَقٌ
عَلَيْهِ .
**********
النبي صلى الله عليه وسلم لما تهيأ
للإحرام، صلى الظهر؛ لأنه بات بذي الحليفة، خرج من المدينة، وبات بذي الحليفة. وذو
الحليفة وادٍ، ويقال له: وادي العقيق، قريب من المدينة، يقع جنوب المدينة، وهو
قريب منها، وقد وصله البنيان الآن، ودخل في المدينة، هذا وادي ذي الحليفة، يسمى
وادي العقيق، والحليفة تصغير حلفاء، وهي شجرة، شجرة الحلفاء؛ لأنه كان فيه شجرة،
والنبي صلى الله عليه وسلم أحرم من عند هذه الشجرة، ثم بنوا مسجدًا بعد ذلك في
مكان الشجرة، وسموه مسجد الشجرة، ولا يزال هذا المسجد يجدد إلى الآن، مسجد الشجرة
أو مسجد الحليفة، وليس بلازم أن يحرم من المسجد، بل يحرم من أيِّ مكان من هذا
الوادي، وادي ذي الحليفة.
قوله رحمه الله: «وَعَنِ ابْنِ
عُمَرَ قَالَ: «بَيْدَاؤُكُمْ هَذِهِ الَّتِي تَكْذِبُونَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ
صلى الله عليه وسلم فِيهَا مَا أَهَلَّ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إلاَّ
مِنْ عِنْدِ الْمَسْجِدِ - يَعْنِي: مَسْجِدَ ذِي الْحُلَيْفَةِ»؛ لأن النبي صلى
الله عليه وسلم لما سلم من صلاة الظهر، لبى، ولما ركب البيداء، وهي مكان جنوب وادي
ذي الحليفة، تسمى البيداء، إذا خرج من الوادي متجهًا إلى مكة؛ هذه هي البيداء.
لَبَّى صلى الله عليه وسلم لمّا علا على البيداء، ثم لبى لما ركب صلى الله عليه وسلم، لبى لما أحرم، ولبى لما ركب، ولَبَّى لما علا على البيداء.
([1]) أخرجه: أحمد (9/ 241)، والبخاري (1541)، ومسلم (1186).