×

وَفِي لَفْظٍ: «مَا أَهَلَّ إلاَّ مِنْ عِنْدِ الشَّجَرَةِ حِينَ قَامَ بِهِ بَعِيرُهُ». أَخْرَجَاهُ ([1])

وَلِلْبُخَارِيِّ: «أَنَّ ابْنَ عُمَرَ كَانَ إذَا أَرَادَ الْخُرُوجَ إلَى مَكَّةَ ادَّهَنَ بِدُهْنٍ لَيْسَ لَهُ رَائِحَةُ طِيبٍ، ثُمَّ يَأْتِي مَسْجِدَ ذِي الْحُلَيْفَةِ فَيُصَلِّي، ثُمَّ يَرْكَبُ، فَإِذَا اسْتَوَتْ بِهِ رَاحِلَتُهُ قَائِمَةً أَحْرَمَ، ثُمَّ قَالَ: هَكَذَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَفْعَلُ» ([2]) .

**********

فمن الناس من يقول: أحرم من البيداء، وهذا كذب، الرسول صلى الله عليه وسلم أحرم من ذي الحليفة بعد صلاة الظهر عند المسجد الذي يقال له: مسجد الشجرة الآن، هذا الذي أحرم منه رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم يؤخر الإحرام حتى خرج من الوادي، وعلا على البيداء، وإنما لبى صلى الله عليه وسلم، وهذه عادته أنه كلما ارتفع لبى، وكلما انخفض فإنه يلبي، أو التقى بالحجاج يلبي صلى الله عليه وسلم.

قوله رحمه الله: «وَفِي لَفْظٍ: «مَا أَهَلَّ إلاَّ مِنْ عِنْدِ الشَّجَرَةِ حِينَ قَامَ بِهِ بَعِيرُهُ»، «عِنْدِ الشَّجَرَةِ»؛ شجرة الحليفة، كانت شجرة، ثم قطعت، وبُني مكانها مسجد، الآن يسمى مسجد الشجرة.

قوله رحمه الله: «وَلِلْبُخَارِيِّ: «أَنَّ ابْنَ عُمَرَ كَانَ إذَا أَرَادَ الْخُرُوجَ إلَى مَكَّةَ ادَّهَنَ بِدُهْنٍ لَيْسَ لَهُ رَائِحَةُ طِيبٍ، ثُمَّ يَأْتِي مَسْجِدَ ذِي الْحُلَيْفَةِ فَيُصَلِّي، ثُمَّ يَرْكَبُ، فَإِذَا اسْتَوَتْ بِهِ رَاحِلَتُهُ قَائِمَةً أَحْرَمَ، ثُمَّ قَالَ: هَكَذَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَفْعَلُ»، الصحيح - كما مر بكم - أنه صلى الله عليه وسلم لما


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري (1533)، ومسلم (24) (1186).

([2])  أخرجه: البخاري (1554).