وَعَنْ
أَنَسٍ رضي الله عنه: «أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم صَلَّى الظُّهْرَ،
ثُمَّ رَكِبَ رَاحِلَتَهُ، فَلَمَّا عَلاَ عَلَى جَبَلِ الْبَيْدَاءِ أَهَلَّ» ([1]). رَوَاهُ أَبُو
دَاوُد .
**********
صلى الظهر في مكان الشجرة في ذي
الحليفة، لبى بعدما سلم، ولما ركب على الراحلة لبى ثانية، ولما صعد إلى البيداء
واخترق الوادي لبى صلى الله عليه وسلم.
فيظنون أنه أحرم بعدما ركب، وأنه أحرم من البيداء، وهذا ليس بصحيح، وإنما
أحرم من مكان صلاته صلى الله عليه وسلم حينما سلم؛ لهذا قال ابن عمر رضي الله
عنهما: «بَيْدَاؤُكُمْ هَذِهِ الَّتِي
تَكْذِبُونَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم »، يعني: يقولون: إنه
لم يحرم إلا من البيداء، وهذا كذب وغير الواقع هذا.
«أَهَلَّ»، يعني: لبى، وقد قلنا: إنه لبى بعدما صلى، وأحرم بعد الصلاة في مكان صلاته، ثم لما ركب الراحلة لبى -أيضًا-، ثم لما علا على البيداء، وخرج من الوادي؛ لبى. وهكذا سنته صلى الله عليه وسلم؛ أنه إذا ارتفع لبى، إذا ارتفع على مرتفع فإنه يلبي، وإن كان غير محرم فإنه يكبر، إذا علا مرتفعًا في سيره، وإذا انخفض يكبر، يكبر إذا علا، ويسبح إذا انخفض، إذا انخفض يقول: «سبحان الله، سبحان الله»، وإذا ارتفع يقول: «الله أكبر، الله أكبر». هكذا سنته صلى الله عليه وسلم يكبر على المرتفع، ويسبح في المنخفض في طريقه صلى الله عليه وسلم.
([1]) أخرجه: أبو داود (1774).