والقران يسمى تمتعًا؛ لأنه جمع بين العمرة والحج، فالذين قالوا: إنه كان
مفردًا؛ لأنه لم يفصل بين العمرة والحج، بل دخلت عمرته في حجه، والذين قالوا: حج
متمتعًا؛ لأنه حج قارنًا، والقارن يسمى متمتعًا.
«وَبَدَأَ رَسُولُ اللهِ صلى
الله عليه وسلم فَأَهَلَّ بِالْعُمْرَةِ، ثُمَّ أَهَلَّ بِالْحَجِّ»، أهلَّ بالعمرة،
يعني: أحرم بالعمرة، ثم أهلَّ بالحج، وأدخله على العمرة، فصار قارنًا بين الحج
والعمرة.
«وَتَمَتَّعَ النَّاسَ مَعَ
رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ»، أمَّا الناس، فإن
منهم من فعل مثل فعل الرسول صلى الله عليه وسلم؛ فقَرَنَ بين العمرة والحج، وساق
الهدي معه؛ مثلما ساقه الرسول صلى الله عليه وسلم.
وأمَّا الذي ليس معه هدي، فهذا يحرم بالعمرة أولاً، فإذا وصل إلى مكة، يؤدي
مناسكها، ويتحلل، ثم يحرم بالحج في يوم التروية اليوم الثامن؛ لأنه ليس معه هدي.
«فَلَمَّا قَدِمَ رَسُولُ
اللهِ صلى الله عليه وسلم مَكَّةَ قَالَ لِلنَّاسِ: «مَنْ كَانَ مِنْكُمْ أَهْدى
فَإِنَّهُ لا يَحِلُّ مِنْ شِيْءٍ حَرُمَ مِنْهُ حَتَّى يَقْضِيَ حَجَّهُ»، يعني: يكون
قارنًا.
«وَمَنْ لَمْ يَكُنْ
مِنْكُمْ أهْدَى، فَلْيَطُفْ بِالْبَيْتِ وَبِالصَّفَا وَالْمَرْوَةِ،
وَلْيُقَصِّرْ، وَلْيحْلِلْ»، أما الذي ليس معه هدي، فيتمتع بالعمرة إلى الحج، فإذا
وصل إلى مكة، أدى العمرة، ثم تحلل منها، ولبس ثيابه، ثم في يوم التروية يحرم
بالحج، ويكون عليه هدي التمتع.