«ثُمَّ خَبَّ
ثَلاثَةَ أَشْوَاطٍ مِنَ السَّبْعِ»، خَبَّ، يعني: أسرع في المشي، من الخبب، وهو
السرعة في المشي، ويسمى الرمل، ويسمى الخَبَب، ويكون ثلاثة أشواط الأولى من
الطواف، وفي السعي بين العلمين، الذي هو بطن الوادي، ثم دُفِنَ بطن الوادي،
وجُعِلَ علمان أخضران من بدايته إلى نهايته يراهما الساعي، فإذا وصلوا بين العلمين
يسرعون؛ لأن هذا مكان بطن الوادي.
«ثُمَّ خَبَّ ثَلاثَةَ
أَشْوَاطٍ مِنَ السَّبْعِ وَمَشى أَرْبَعَةَ أَطْوَافٍ»، أما في الأربعة
الباقية يمشي على هينته، إنما الرمل في الأشواط الثلاثة الأول من طواف العمرة، أو
طواف القدوم.
«ثُمَّ رَكَعَ حِينَ قَضَى
طَوَافَهُ بِالْبَيْتِ عِنْدَ الْمَقَامِ رَكْعَتَيْنِ»، ثم صَلَّى صلى
الله عليه وسلم صلاة الطواف بعدما فرغ؛ صلاهما عند مقام إبراهيم، أتى إلى مقام
إبراهيم، ثم قال: ﴿وَٱتَّخِذُواْ مِن
مَّقَامِ إِبۡرَٰهِۧمَ مُصَلّٗىۖ﴾ [البقرة: 125]، فجعله بينه وبين الكعبة، ثم صلى ركعتين
- ركتي الطواف - وهما سُنة.
«ثُمَّ سَلَّمَ، فانْصَرَفَ
فَأَتَى الصَّفَا»، ثم ذهب إلى الصفا للسعي، يكون هذا سعي الحج مقدمًا.
«فَأَتَى الصَّفَا، فَطَافَ
بِالصَّفَا وَالْمَرْوَةِ سَبْعَةَ أَطْوَافٍ»، سبعة أطواف، يعني: سبعة
أشواط؛ كل شوط يبدأ من الصفا وينتهي بالمروة، ذهابه سعية، وإيابه ورجوعه سعية
أخرى.
«ثُمَّ لَمْ يَحْلِل مِنْ
شَيْءٍ حَرُمَ مِنْهُ حَتَّى قَضَى حَجَّهُ، وَنَحَرَ هَدْيَهُ يَوْمَ النَّحْرِ»، ثم لما فرغ من
عمره بقي على إحرامه؛ لأنه ساق الهدي،