وَعَنْ
بَكْرِ بن عَبدِ اللهِ الْمُزَنِيِّ، عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ: سَمِعْتُ
رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُلَبِّي بِالْحَجِّ وَالْعُمْرَةِ جَمِيعًا،
يَقُولُ: «لَبَيَّكَ عُمْرَةً وَحَجًّا» ([1]). مُتَّفَقٌ
عَلَيْهِ .
**********
«وأَهْلَلْنَا مَعَ رَسُولِ
اللهِ صلى الله عليه وسلم بِالْحَجِّ مُفْرَدًا»، مُفرَدًا، يعني: أعمال
العمرة مع أعمال الحج داخلة فيه، هذا القارن.
قوله رحمه الله: «وَلِمُسْلِمٍ:
أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَهَلَّ بِالْحَجِّ مُفْرَدًا» مُفرَدًا، يعني:
أنه أهل به قارنًا، وعمل القارن مثل عمر المفرد، إلا أن القارن عليه فدية، والمفرد
ليس عليه فدية، وإلا العمل واحد؛ لأنَّ العمرة دخلتْ في الحج، فأعمال الحج تكون عن
الحج وعن العمرة، الطواف يكون للحج والعمرة، السعي يكون للحج والعمرة.
قوله رحمه الله: «عَنْ أَنَسٍ رضي
الله عنه قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُلَبِّي بِالْحَجِّ
وَالْعُمْرَةِ جَمِيعًا يَقُولُ: «لَبَّيْكَ عُمْرَةً وَحَجًّا»، هذا يوضح ما أحرم
به الرسول صلى الله عليه وسلم؛ أنه أحرم، لبى بالعمرة والحج جميعًا، «لَبَّيكَ عُمْرَةً وَحِجًّا»، أمَّا
المتمتع، فإنه يقول: «لَبَّيكَ عمرة
متمتعًا بها إلى الحج».
«يَقُولُ: «لَبَّيكَ عُمْرَةً وَحَجًّا»، هذا أوضح في نسكه صلى الله عليه وسلم.
([1]) أخرجه: أحمد (19/ 25، 26)، والبخاري (4354)، ومسلم (1232).