×

وَعَنْ أَنَسٍ - أَيْضًا - قَالَ: خَرَجْنَا نَصْرُخَ بِالْحَجِّ، فَلَمَّا قَدِمْنَا مَكَّةَ أَمَرَنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ نَجْعَلَهَا عُمْرَةً وَقَالَ: «لَوِ اسْتَقْبَلْتُ مِنْ أَمْرِي مَا اسْتَدْبَرْتُ لَجَعَلْتُهَا عُمْرَةً؛ وَلَكِنْ سُقْتُ الهَدْي وَقَرَنْتُ بَيْنَ الْحَجِّ وَالْعُمْرَةِ» ([1]). رَوَاهُ أَحْمَدُ .

**********

 قوله رحمه الله: «وَعَنْ أَنَسٍ - أَيْضًا - قَالَ: خَرَجْنَا نَصْرُخَ بِالْحَجِّ، فَلَمَّا قَدِمْنَا مَكَّةَ أَمَرَنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ نَجْعَلَهَا عُمْرَةً»، هذا يسمى فسخ الحج إلى العمرة، فمَن أحرم مفردًا بالحج، فإنه إذا وصل إلى مكة، فالأفضل أنه يفسخ الحج إلى العمرة، إذا لم يكن معه هدي، فيتحلل من العمرة، ويلبس ثيابه، ويتطيب، ويبقى حلالاً إلى يوم ثمانية - يوم التروية - فيحرم بالحج، هذا الذي ليس معه هدي؛ أمَّا الذي معه هدي، هذا يبقى على إحرامه حتى ينحره يوم العيد.

قوله رحمه الله: «وَعَنْ أَنَسٍ - أَيْضًا - قَالَ: خَرَجْنَا نَصْرُخُ بِالْحَجِّ»، الحج، يعني: مفردًا.

«فَلَمَّا قَدِمْنَا مَكَّةَ أَمَرَنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ نَجْعَلَهَا عُمْرَةً وَقَالَ: «لَوِ اسْتَقْبَلْتُ مِنْ أَمْرِي مَا اسْتَدْبَرْتُ لَجَعَلْتُهَا عُمْرَةً؛ وَلَكِنْ سُقتُ الهَديَ وَقَرنتُ بَيْنَ الْحَجِّ وَالْعُمْرَةِ»، هذا واضح في نسك الرسول صلى الله عليه وسلم، وأنه أمر أصحابه بالتمتع، وتمنى أنه لم يسق الهدي، وأنه أحرم بالعمرة متمتعًا، فدل على أن التمتع أفضل من القران، والقران أفضل من الإفراد.


الشرح

([1])  أخرجه: أحمد (19/ 483).