وَعَنْ
مَرْوَانَ بنِ الْحَكَمِ قَالَ: شَهِدْتُ عُثْمَانَ وَعَلِيًّا، وَعُثْمَانُ
يَنْهَى عَنِ الْمُتْعَةِ، وَأَنْ يُجْمَعَ بَيْنَهُمَا، فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ
عَلِيُّ أَهَلَّ بِهِمَا: لَبَّيْكَ بِعُمْرَةٍ وَحَجَّةٍ، وَقَالَ: مَا كُنْتُ
لأَدَعَ سُنَّةَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِقَوْلِ أَحَدٍ ([1]). رَوَاهُ
الْبُخَارِيُّ وَالنَّسَائِيُّ.
**********
قوله رحمه الله: «وَعَنْ مَرْوَانَ
بنِ الْحَكَمِ قَالَ: شَهِدْتُ عُثْمَانَ وَعَلِيًّا، وَعُثْمَانُ يَنْهَى عَنِ
الْمُتْعَةِ وَأَنْ يُجْمَعَ بَيْنَهُمَا»، كان أبو بكر الصديق وعُمر
رضي الله عنهما ينهيان عن العمرة في أشهر الحج؛ لأنهما يريدان ألا يهجر البيت؛
لأنهم إذا تمتعوا، أو قرنوا، لم يرجعوا في أثناء السنة إلى البيت، فيكون هذا هجرًا
للبيت، فكان أبو بكر وعمر رضي الله عنهما ينهيان عن التمتع.
وكان ابن عباس يروي هذا عن الرسول صلى الله عليه وسلم، ويقول للناس: «يُوشكُ أن تنزل عليكم حجارةٌ من السماء؛
أقولُ: قال رسولُ الله، وتقولون: قال أبو بكر وعُمر؟!» ([2])، هذا دليل على أنه
لا قول لأحدٍ مع قول رسول الله صلى الله عليه وسلم، حتى أبي بكر وعمر رضي الله
عنهما، «أقولُ: قال رسولُ الله، وتقولون:
قال أبو بكر وعُمر؟!»، يُنْكر عليهم رضي الله عنه.
«فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ عَلِيُّ أَهَلَّ بِهِمَا: لَبَّيْكَ بِعُمْرَةٍ وَحَجَّةٍ، وَقَالَ: مَا كُنْتُ لأدَعَ سُنَّةَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِقَوْلِ أَحَدٍ»، حتى ولا لقول عثمان رضي الله عنه الخليفة الراشد، فإذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلا قول لأحدٍ؛ لا لأبي بكر، ولا لعُمر، ولا لعثمان رضي الله عنهم.
([1]) أخرجه: البخاري (1563)، والنسائي (2723).