وَعَنِ
الصَّبِيِّ بنِ مَعْبَدٍ قَالَ: كُنْتُ رَجُلاً نَصْرَانِيًّا وأَسْلَمْتُ،
وأَهْلَلْتُ بِالْحَجِّ وَالْعُمْرَةِ، قَالَ: فَسَمِعَنِي زَيْدُ بنُ صُوْحَانَ
وَسَلْمَانُ بنُ رَبِيعَةَ، وَأَنَا أُهِلُّ بِهِمَا، فَقَالا: لَهَذَا أَضَلُّ
مِنْ بَعِيرِ أَهْلِهِ، فَكَأَنَّمَا حُمِلَ عَلَيَّ بِكَلِمَتَيْهِمَا جَبَلٌ.
فَقَدِمْتُ عَلَى عُمَرَ بنِ الْخَطَّاب فَأَخْبَرْتُهُ، فَأَقْبَلَ عَلَيْهِمَا
فَلامَهُمَا، وَأَقْبَلَ عَلَيَّ فَقَالَ: هُدِيتَ لِسُنَّةَ نَبِيِّكَ مُحَمَّدٍ
صلى الله عليه وسلم ([1]). رَوَاهُ أَحْمَدُ
وَابنُ ماجه وَالنَّسَائِيُّ .
**********
قوله: «فَقَدِمْتُ عَلَى عُمَرَ
بنِ الْخَطَّابِ فَأَخْبَرْتُهُ، فَأَقْبَلَ عَلَيْهِمَا فَلامَهُمَا، وَأَقْبَلَ
عَلَيَّ فَقَالَ: هُدِيتَ لِسُنَّةَ نَبِيِّكَ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم »؛
لأن أكابر الصحابة أبو بكر وعمر رضي الله عنهما - وفي هذه الرواية عثمان رضي الله
عنه أيضًا - ينهون عن الجمع بين الحج والعمرة؛ التمتع أو القران، يقولون: لأن هذا
هجر للبيت، فإذا جمعوا بينهما، لم يأتِ أحد إلى البيت أثناء السنة.
ولكن الواقع - الحمد لله - الناس يتمتعون، والبيت مليء طول السنة، طول السنة مليء، لم يؤثر هذا على زيارة البيت.
([1]) أخرجه: أحمد (1/ 304)، والنسائي (2719)، وابن ماجه (2970).