×

وفي هذا معجزة من معجزات الرسول صلى الله عليه وسلم، فإنه يوم يحدد هذه المواقيت، لم تفتح بعد هذه البلاد، لم تفتح بعد فارس، لم تفتح العراق، لم تفتح الشام، ولكنها فتحت فيما بعد، فهذا فيه: معجزة للرسول صلى الله عليه وسلم أن هذه البلاد سيُسلم أهلها، وسيحجون، ويعتمرون.

«فَهُنَّ لَهُنَّ وَلِمَنْ أَتَى عَلَيْهِنَّ مِنْ غَيْرِ أَهْلِهِنَّ لِمَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ»، أما من مر بهن، وهو لا يريد حجًّا ولا عمرة، ويريد مكة، يريد أن يذهب له، حاجة في مكة، لا يلزمه أنه يحرم. من كان دون هذه المواقيت - بين هذه المواقيت ومكة -، فإنه يحرم من بلده ومحل إقامته. ولا يقال له: «ارجع إلى الميقات، وأحرم منه»، لا، يحرم من مكانه، «فمَهَلُّهُ»، يعني: إحرامه «مِنْ أَهْلِهِ» ولو كانوا دون الميقات.

«فَمَنْ كَانَ دُونَهُنَّ، فَمَهَلُّهُ مِنْ أَهْلِهِ»، من كان دون هذه المواقيت مما يلي مكة، فلا نقول له: «ارجع، وأحرم من المواقيت»، أحرم من مكانك، من بلدك، من بيتك، وهذا من التيسير، من تيسير الله على الناس.

فالذين - مثلاً - في الشرائع التي هي خارج حدود الحرم يحرمون من الشرائع، والذين في عرفة يحرمون من عرفة؛ لأنها خارج الحرم، عرفة خارج الحرم، الذين من نعمان يحرمون من مكانهم.

«فَمَنْ كَانَ دُونَهُنَّ فَمَهَلُّهُ مِنْ أَهْلِهِ»، يعني: من بلده.


الشرح