×

«قَالَ: فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ لِي: «كَيْفَ صَنَعْتَ»؟ قَالَ: قُلْتُ: أَهْلَلْتُ بِإِهْلالِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم »، وكان لا يدري ما أهلَّ به النبي صلى الله عليه وسلم يوم يقول هذه المقالة؛ فدل على أنه لا بأس أن تقول: «أنا محرم بما أحرمَ به فلانٌ».

«قَالَ: «فَإِنِّي قَدْ سُقْتُ الْهَدْيَ وَقَرَنْتُ»، قَالَ: فَقَالَ لِي: «انْحَرْ لِي مِن الْبُدْنِ سَبْعًا وَسِتِّينَ أَوْ سِتًّا وَسِتِّينَ، وانْسُكْ لِنَفْسِكَ ثَلاثًا وَثَلاثِينَ أَوْ أَرْبَعًا وَثَلاثِينَ، وَأَمْسِكَ لِي مِنْ كُلِّ بَدَنَةٍ مِنْهَا بَضْعَةً»، النبي صلى الله عليه وسلم ساق الهدي، ومقداره مائة من الإبل، ساق مائة من الإبل من المدينة.

فلما كان يوم العيد، نحر منها بيده صلى الله عليه وسلم ثلاثًا وستين، ثم أمر عليًّا رضي الله عنه أن ينحر الباقي، وأشرك عليًّا رضي الله عنه معه في الهدي في هذه المائة؛ لأن عليًّا رضي الله عنه أحرم بما أحرم به الرسول صلى الله عليه وسلم، فصار قارنًا، يجب عليه الهدي؛ فأشركه النبي صلى الله عليه وسلم في هديه.

«وَأَمْسِكَ لِي مِنْ كُلِّ بَدَنَةٍ مِنْهَا بَضْعَةً»، هذا يدل على أنه يستحب للمهدي أن يأكل من هديه؛ لقوله تعالى: ﴿فَإِذَا وَجَبَتۡ جُنُوبُهَا فَكُلُواْ مِنۡهَا وَأَطۡعِمُواْ ٱلۡقَانِعَ وَٱلۡمُعۡتَرَّۚ [الحج: 36]، فالأكل من الهدي سُنة، لا ينبغي للإنسان أن يترك هديه ولا يأكل منه، فيأكل منه ولو قليلاً، ويأكل منه: ﴿فَكُلُواْ مِنۡهَا.

«وَأَمْسِكَ لِي مِنْ كُلِّ بَدَنَةٍ مِنْهَا بَضْعَةً»، بَضْعَة يعني: قطعة.

**********


الشرح