×

قوله رحمه الله: «عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ: قَدِمَ عَلِيٌّ مِنَ اليَمَنِ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: «بِمَ أَهْلَلْتَ يَا عَلِيُّ؟»، قَالَ: أَهْلَلْتُ بِإِهْلاَلٍ كَإِهْلاَلِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: «لَوْلاَ أَنَّ مَعِي الْهَدْيَ لَأَحْلَلْتُ»، هذا الدليل: أن عليًّا رضي الله عنه قدم من اليمن؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم بعثه إلى اليمن، والمراد باليمن في ذاك الوقت نجران؛ فإنها من بلاد اليمن، فلما صالح صلى الله عليه وسلم أهل نجران، أرسل معاذ بن جبل رضي الله عنه، وأرسل علي بن أبي طالب رضي الله عنه يعلمون الناس دين الإسلام، ويقبضون أيضًا المال الذي تصالحوا عليه مع أهل نجران.

فالشاهد من هذا: أنَّ عليًّا رضي الله عنه أحرم، وعلق صفة إحرامه على إحرام رسول الله صلى الله عليه وسلم، والرسول صلى الله عليه وسلم أحرم قارنًا؛ لأنه ساق الهدي، فالذي يمنعه أن يتمتع هو أنه ساق الهدي من الحل، فصار قارنًا بسبب الهدي: ﴿وَلَا تَحۡلِقُواْ رُءُوسَكُمۡ حَتَّىٰ يَبۡلُغَ ٱلۡهَدۡيُ مَحِلَّهُۥۚ [البقرة: 196] أي: المكان الذي يحل، واليوم الذي يحل ذبحه فيه.

قوله رحمه الله: «وَرَوَاهُ النَّسَائِيُّ مِنْ حَدِيثِ جَابِرٍ رضي الله عنه وَقَالَ: فَقَالَ لِعَلِيٍّ: «بِمَ أَهْلَلْتَ؟»، قَالَ: قُلْتُ: «اللَّهُمَّ إنِّي أُهِلُّ بِمَا أَهَلَّ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم »، أقره الرسول صلى الله عليه وسلم على ذلك، وبيَّن له النسك الذي أحرم به صلى الله عليه وسلم.


الشرح