وَعَنْ أَبِي مُوسَى رضي الله عنه قَالَ: قَدِمْتُ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ مُنِيخٌ بِالْبَطْحَاءِ، فَقَالَ: «بِمَ أَهْلَلْتَ؟»، قَالَ: قُلْتُ: أَهْلَلْتُ بِإِهْلاَلٍ كَإِهْلاَلِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: «سُقْتَ مِنْ هَدْيٍ؟»، قُلْتُ: لاَ، قَالَ: «فَطُفْ بِالْبَيْتِ وَبِالصَّفَا وَالْمَرْوَةِ، ثُمَّ حِلَّ». فَطُفْتُ بِالْبَيْتِ وَبِالصَّفَا وَالْمَرْوَةِ، ثُمَّ أَتَيْتُ امْرَأَةً مِنْ قَوْمِي، فَمَشَطَتْنِي، فغَسَلَتْ رَأْسِي. مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ ^([1]).

وَفِي لَفْظٍ قَالَ: «كَيْفَ قُلْتَ حِينَ أَحْرَمْتَ؟»، قَالَ: قُلْتُ: لَبَّيْكَ بِإِهْلاَلٍ كَإِهْلاَلِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَذَكَرَهُ. أَخْرَجَاهُ ^([2]) .

**********

 قوله رحمه الله: «وَعَنْ أَبِي مُوسَى رضي الله عنه قَالَ: قَدِمْتُ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ مُنِيخٌ بِالْبَطْحَاءِ، فَقَالَ: «بِمَ أَهْلَلْتَ؟»، قَالَ: قُلْتُ: أَهْلَلْتُ بِإِهْلاَلٍ كَإِهْلاَلِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: «سُقْتَ مِنْ هَدْيٍ؟»، قُلْتُ: لاَ، قَالَ: «فَطُفْ بِالْبَيْتِ وَبِالصَّفَا وَالْمَرْوَةِ ثُمَّ حِلَّ». فَطُفْتُ بِالْبَيْتِ وَبِالصَّفَا وَالْمَرْوَةِ، ثُمَّ أَتَيْتُ امْرَأَةً مِنْ قَوْمِي، فَمَشَطَتْنِي فغَسَلَتْ رَأْسِي»، وهكذا أبو موسى الأشعري رضي الله عنه قدم من اليمن، فأهَلَّ بما أهلَّ به رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: «أسقت الهدي؟»، قال: لا. إذًا يكون مختلفًا عن صفة إحرام النبي صلى الله عليه وسلم؛ لأنَّ النبي صلى الله عليه وسلم ساق الهدي، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم أرشده إلى أن يتحلل من عمرته، وأن يجعلها تمتعًا إلى الحج.

---

الشرح