×

عَنْ جَابِرٍ رضي الله عنه قَالَ: أَهْلَلْنَا بِالْحَجِّ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَلَمَّا قَدِمْنَا مَكَّةَ أَمَرَنَا أَنْ نَحِلَّ وَنَجْعَلَهَا عُمْرَةً، فَكَبُرَ ذَلِكَ عَلَيْنَا وَضَاقَتْ بِهِ صُدُورُنَا، فَقَالَ: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ، أَحِلُّوا، فَلَوْلاَ الْهَدْيُ مَعِي فَعَلْتُ كَمَا فَعَلْتُمْ»، قَالَ: فَأَحْلَلْنَا حَتَّى وَطِئْنَا النِّسَاءَ، وَفَعَلْنَا كَمَا يَفْعَلُ الْحَلاَلُ، حَتَّى إذَا كَانَ يَوْمُ التَّرْوِيَةِ، وَجَعَلْنَا مَكَّةَ بِظَهْرٍ، أَهْلَلْنَا بِالْحَجِّ. مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ ([1]).

وَفِي رِوَايَةٍ: أَهْلَلْنَا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِالْحَجِّ خَالِصًا، لاَ يُخَالِطُهُ شَيْءٌ، فَقَدِمْنَا مَكَّةَ لأَِرْبَعِ لَيَالٍ خَلَوْنَ مِنْ ذِي الْحِجَّةِ، فَطُفْنَا وَسَعَيْنَا، ثُمَّ أَمَرَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ نَحِلَّ وَقَالَ: «لَوْلاَ هَدْيٌ لَحَلَلْتُ».

ثُمَّ قَامَ سُرَاقَةُ بْنُ مَالِكٍ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَرَأَيْتَ مُتْعَتَنَا هَذِهِ لِعَامِنَا هَذَا أَمْ لِلأَْبَدِ؟ فَقَالَ: «بَلْ هِيَ لِلأَْبَدِ» ([2]). رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ، وَأَبُو دَاوُدَ، وَلِمُسْلِمٍ مَعْنَاهُ .

**********

 بقوله رحمه الله: «عَنْ جَابِرٍ رضي الله عنه »، جابر رضي الله عنه هذا راوي الحج من المدينة إلى أن رجع الرسول صلى الله عليه وسلم إليها في حديث طويل، حديث جابر بن عبد الله بن حرام رضي الله عنهما في الحج حديث مشهور، وعليه شروحات.

الصحابة رضي الله عنهم أحرموا مع النبي صلى الله عليه وسلم، بعضهم أحرم مفردًا للحج، وبعضهم أحرم قارنًا بين الحج والعمرة، إلا أنه لم يسق الهدي من الحل، فأمرهم النبي صلى الله عليه وسلم أن يفسخوا الحج إلى العمرة. لما طافوا،


الشرح

([1])  أخرجه: أحمد (22/ 141، 142)، والبخاري (1568)، ومسلم (1216).

([2])  أخرجه: البخاري (2505)، ومسلم (1247).