×

وسعوا أمرهم أن يحلقوا رءوسهم، وأن يتحللوا من الإحرام، ويتحولوا إلى متمتعين، هذا أفضل، وأما هو صلى الله عليه وسلم، فبقي على إحرامه قارنًا؛ لأنه ساق الهدي من الحل، وقال: «لَوِ اسْتَقْبَلْتُ مِنْ أَمْرِي مَا اسْتَدْبَرْتُ، لَمَا سُقْتُ الْهَدْيَ، وَلَأَحْلَلْتُ مَعَكُمْ» ([1]).

قوله رحمه الله: «قَالَ: أَهْلَلْنَا بِالْحَجِّ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم »، أهْلَلنا، يعني: أحرمنا. أيام رابع ذي الحجة وصلوا إلى مكة.

«فَلَمَّا قَدِمْنَا مَكَّةَ أَمَرَنَا أَنْ نَحِلَّ وَنَجْعَلَهَا عُمْرَةً»، المفردون إذا لم يكن معهم هدي، فالأفضل أنهم إذا طافوا وسعوا، أنهم يحلقون رءوسهم، ويتحللون من إحرامهم، ثم يحرمون بالحج يوم الثامن، هذا يسمى فسخ الحج إلى العمرة، هذا يسمى فسخ الحج المفرد إلى التمتع، وأول التمتع: العمرة.

«فَكَبُرَ ذَلِكَ عَلَيْنَا وَضَاقَتْ بِهِ صُدُورُنَا، فَقَالَ: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ، أَحِلُّوا، فَلَوْلاَ الْهَدْيُ مَعِي، فَعَلْتُ كَمَا فَعَلْتُمْ»، هم لا يرغبون أن يتحولوا من الإفراد إلى التمتع، يحبون أن يبقوا على إحرامهم، ولكن الرسول صلى الله عليه وسلم دلَّهم على الأفضل، وأن الأفضل أن الإنسان إذا أحرم بعمرة، وليس معه هدي، أنه يجعل هذه العمرة تمتعًا بها إلى الحج، لما أمرهم، ضاقت صدورهم، طيب خواطرهم، وقال: «فلولا الهدي معي، فعلتُ كما فعلتم»؛ ليطيب خواطرهم، ويبين لهم أن هذا هو الأفضل.


الشرح

([1])  أخرجه: أحمد (19/ 483).