«قَالَ:
فَأَحْلَلْنَا حَتَّى وَطِئْنَا النِّسَاءَ، وَفَعَلْنَا كَمَا يَفْعَلُ
الْحَلاَلُ»، يعني: بين العمرة والحج الإنسان مباح له أن يزاول عمله، حتى مع امرأته،
إلى أن يحرم بالحج، كل هذا فسحة له.
«حَتَّى إذَا كَانَ يَوْمُ
التَّرْوِيَةِ»، يوم التروية: هو اليوم الثامن، سُمِّي يوم التروية؛ لأنهم يروون الماء،
ويحملونه معهم إذا خرجوا إلى الحج؛ لأنه لم يكن في وقتهم ماء في مزدلفة، ولا في
عرفة، ولا على الطريق.
والآن - الحمد لله - الماء سُلكَ في المناسك؛ في عرفة ماء، في مزدلفة ماء،
في منى ماء، هذا من فضل الله ومن الأعمال الجليلة لهذه الدولة المباركة؛ لتسهل على
الحجاج ما يحتاجون إليه، ولا يحتاجون أن يحملوا الماء معهم على السيارات، أو على
الإبل، لا يحتاجون، الماء مبذول لهم، وهذا من فضل الله ونعمته على المسلمين، ومما
يرجى لهذه الدولة الأجر العظيم في ذلك والتمكين.
«حَتَّى إذَا كَانَ يَوْمُ
التَّرْوِيَةِ وَجَعَلْنَا مَكَّةَ بِظَهْرٍ»، بظهْرٍ، يعني: خلفنا.
«وَجَعَلْنَا مَكَّةَ
بِظَهْرٍ أَهْلَلْنَا بِالْحَجِّ»، يوم التروية يهلون بالحج، من أحل من عمرته حين
قدم إلى مكة، فإنه يحرم بالحج يوم التروية اليوم الثامن.
قوله رحمه الله: «وَفِي رِوَايَةٍ:
أَهْلَلْنَا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِالْحَجِّ خَالِصًا لاَ
يُخَالِطُهُ شَيْءٌ، فَقَدِمْنَا مَكَّةَ لأَِرْبَعِ لَيَالٍ خَلَوْنَ مِنْ ذِي
الْحِجَّةِ، فَطُفْنَا وَسَعَيْنَا، ثُمَّ أَمَرَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله
عليه وسلم أَنْ نَحِلَّ»، هذا فسخ العمرة إلى الحج: أنه أمرهم بعد ما طافوا
وسعوا - كانوا يريدون أن يبقوا على إحرامهم - ولكنه أمرهم بالإحلال؛ ليكون هذا
أفضل، هذا يسمى فسخ الحج إلى العمرة.