×

«فَالْتُمِسَ الرَّجُلُ فَجِيءَ بِهِ، فَقَالَ: «أَمَّا الطِّيبُ الَّذِي بِكَ فَاغْسِلْهُ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ، وَأَمَّا الْجُبَّةُ فَانْزِعْهَا، ثُمَّ اصْنَعْ فِي الْعُمْرَةِ كُلَّ مَا تَصْنَعُ فِي حَجِّكَ»، النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا نزل عليه الوحي، يثقل عليه الوحي جدًا، ويثقل جسمه صلى الله عليه وسلم، حتى لو كان تحت فخذه أحد لرضه من ثقله؛ وذلك لعظم الوحي الذي ينزل عليه صلى الله عليه وسلم، ثم يذهب ذلك عنه ويخف، وهذا حصل في هذه الواقعة.

قوله رحمه الله: «عَنْ يَعْلَى بْنِ أُمَيَّةَ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم جَاءَهُ رَجُلٌ مُتَضَمِّخٌ بِطِيبٍ»، يعني: أنه وضع الطيب على ثيابه.

«فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، كَيْفَ تَرَى فِي رَجُلٍ أَحْرَمَ فِي جُبَّةٍ بَعْدَ مَا تَضَمَّخَ بِطِيبٍ؟»، أحرم في جبة مخيطة، وأيضًا فيها طيب، يعني: فيها محظوران: أنها جبة مخيطة، وأنها فيها طيب أيضًا.

«فَنَظَرَ إلَيْهِ سَاعَةً»، النبي صلى الله عليه وسلم إذا لم يكن عنده وحي، لا يجيب حتى ينزل عليه الوحي في القضية صلى الله عليه وسلم، إذا سُئِل عن شيءٍ ولم ينزل عليه فيه وحي، فإنه يؤخر الجواب حتى ينزل عليه الوحي من الله عز وجل.

و هذا فيه: بيان للذين يتسرعون في الفتاوى وفي الإجابات، الرسول صلى الله عليه وسلم يتأخر عن الجواب حتى يأتيه العلم من الله سبحانه وتعالى.

كونك تتأخر أسلم لذمتك من كونك تستعجل وتجيب السائل؛ قد يكون هناك خطأ وتتحمله في ذمتك، فالذي ليس عنده جواب علمي يتأخر، يتوقف.

«فَنَظَرَ إلَيْهِ سَاعَةً، فَجَاءَهُ الْوَحْيُ فَسُرِّيَ عَنْهُ»؛ لأنه إذا نزل عليه الوحي يثقل عليه حتى قد يغمى عليه صلى الله عليه وسلم، أو قريبًا من الإغماء.


الشرح