×

وَعَنْ أَبِي رَافِعٍ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم تَزَوَّجَ مَيْمُونَةَ حَلاَلاً، وَبَنَى بِهَا حَلاَلاً، وَكُنْتُ الرَّسُولَ بَيْنَهُمَا. رَوَاهُ أَحْمَدُ وَالتِّرْمِذِيُّ ([1]).

وَرِوَايَةُ صَاحِبِ الْقِصَّةِ وَالسَّفِيرِ فِيهَا أَوْلَى؛ لأَِنَّهُ أَخْبَرُ وَأَعْرَفُ بِهَا.

وَرَوَى أَبُو دَاوُد: أَنَّ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ قَالَ: «وَهِمَ ابْنُ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ: تَزَوَّجَ مَيْمُونَةَ وَهُوَ مُحْرِمٌ» ([2]) .

**********

قوله رحمه الله: «وَعَنْ أَبِي رَافِعٍ»، وأبو رافع رضي الله عنه هو الخاطب الذي خطبها للرسول صلى الله عليه وسلم، وأخبر أنه تزوجها وهو حلال.

«أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم تَزَوَّجَ مَيْمُونَةَ حَلاَلاً»، كل هذا يرد على رواية أنه تزوجها وهو محرم.

«وَكُنْتُ الرَّسُولَ بَيْنَهُمَا»، وهو الخاطب الذي خطبها للرسول صلى الله عليه وسلم، وهو أدرى بالقصة والواقع.

قوله رحمه الله: «وَرِوَايَةُ صَاحِبِ الْقِصَّةِ وَالسَّفِيرِ فِيهَا أَوْلَى»، رواية صاحب القصة وهو ميمونة رضي الله عنه، ورواية السفير فيها، وهو الرسول بينهما أولى من رواية من روى خلاف ذلك.

قوله رحمه الله: «وَرَوَى أَبُو دَاوُد: أَنَّ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ قَالَ: وَهِمَ ابْنُ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ: تَزَوَّجَ مَيْمُونَةَ وَهُوَ مُحْرِمٌ»، سعيد بن المسيب إمام التابعين يقول: إنه أخطأ ابن عباس رضي الله عنهما في إخباره أن الرسول صلى الله عليه وسلم تزوجها رضي الله عنها وهو محرم؛ بل تزوَّجها وهو حلال.


الشرح

([1])  أخرجه: أحمد (45/ 174)، والترمذي (841).

([2])  أخرجه: أبو داود (1845).