وَعَنْ
أَبِي قَتَادَةَ رضي الله عنه قَالَ: خَرَجْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه
وسلم زَمَنَ الْحُدَيْبِيَةِ، فَأَحْرَمَ أَصْحَابِي وَلَمْ أُحْرِمْ، فَرَأَيْتُ
حِمَارًا فَحَمَلْتُ عَلَيْهِ فَاصْطَدْتُهُ، فَذَكَرْتُ شَأْنَهُ لِرَسُولِ
اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَذَكَرْتُ أَنِّي لَمْ أَكُنْ أَحْرَمْتُ وَأَنِّي
إنَّمَا اصْطَدْتُهُ لَكَ، فَأَمَرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَصْحَابَهُ
فَأَكَلُوا، وَلَمْ يَأْكُلْ مِنْهُ حِينَ أَخْبَرْتُهُ أَنِّي اصْطَدْتُهُ لَهُ.
رَوَاهُ أَحْمَدُ، وَابْنُ ماجه بِإِسْنَادٍ جَيِّدٍ ([1]).
قَالَ
أَبُو بَكْرٍ النَّيْسَابُورِيُّ: «قَوْلُهُ: إنِّي اصْطَدْتُهُ لَكَ وَأَنَّهُ
لَمْ يَأْكُلْ مِنْهُ، لاَ أَعْلَمُ أَحَدًا قَالَهُ فِي هَذَا الْحَدِيثِ غَيْرَ
مَعْمَرٍ» ([2]) .
**********
قوله رحمه الله: «وَعَنْ أَبِي قَتَادَةَ رضي الله عنه قَالَ:
خَرَجْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم زَمَنَ الْحُدَيْبِيَةِ،
فَأَحْرَمَ أَصْحَابِي وَلَمْ أُحْرِمْ»، زمن الحديبية؛ يعني: عمرة الحديبية،
التي منعه المشركون من دخول مكة، فتصالح معهم على أن يرجع هذا العام، وأن يعتمر من
العام القادم، هذه الحديبية.
والحديبية: اسم مكان على طريق مكة، ما بين مكة وجدة، وهي قريبة من التنعيم
الآن.
«وَذَكَرْتُ أَنِّي لَمْ أَكُنْ أَحْرَمْتُ، وَأَنِّي إنَّمَا اصْطَدْتُهُ لَكَ، فَأَمَرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَصْحَابَهُ، فَأَكَلُوا وَلَمْ يَأْكُلْ مِنْهُ حِينَ أَخْبَرْتُهُ أَنِّي اصْطَدْتُهُ لَهُ»، فما صاده المحرم أو صيد لأجله، أو أعان عليه، لا يأكل منه.
([1]) أخرجه: أحمد (37/ 280)، وابن ماجه (3093).