×

قومهم إلى الإسلام، فأسلم منهم عدد كثير، وجاءوا بعد ذلك في العام الذي بعده حاجين، وبايعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم البيعة الثانية؛ البيعة الثانية عند جمرة العقبة، على أن يهاجر إليهم، وأن يحموه مما يحمون منه أنفسهم وأولادهم، فتمت البيعة الثانية، وبعدها أذن الرسول صلى الله عليه وسلم لأصحابه رضي الله عنهم أن يهاجروا، فهاجروا.

ثم خاف الكفار أن الرسول صلى الله عليه وسلم يلحق بهم، فشددوا القبضة على الرسول صلى الله عليه وسلم؛ لئلا يلحق بأصحابه رضي الله عنهم، وباتوا عند بيته يحرسونه؛ لئلا يخرج، جاءوا بجماعة من شباب: هم الشجعان، وأعطوا كل واحد منهم سيفًا، ووقفوا عند بابه صلى الله عليه وسلم، فالرسول صلى الله عليه وسلم أمر علي بن أبي طالب رضي الله عنه أن ينام على فراشه، وذهب إلى أبي بكر رضي الله عنه في بيته، خرج من بينهم وهم لا يشعرون، ذَرَّ على رءوسهم الترابَ؛ فأعمى الله أبصارهم عنه.

خرج صلى الله عليه وسلم من بينهم، وذهب إلى أبي بكر رضي الله عنه، فجهز أبو بكر رضي الله عنه نجيبتين من الإبل، واستأجر دليلاً يدلهم الطريق إلى المدينة.

ثم خرج هو وأبو بكر إلى غار ثور جنوب مكة، واختفيا فيه - في غار ثور - ليعمِّي الخبر عليهم؛ لأن طريقه للشمال، وهو ذهب إلى الجنوب في غار ثور جنوب مكة، فخرجوا يبحثون عنه، وأخرجوا الأموال لمن يأتي به حيًّا أو ميتًا، حتى جاءوا إلى الغار الذي فيه الرسول صلى الله عليه وسلم وصاحبه، وقفوا على الغار، ولم يبصروهم. قال أبو بكر رضي الله عنه: يا رسول الله - خائفًا على الرسول صلى الله عليه وسلم -: لو أنَّ أحدهم نظر 


الشرح