وَعَنْ
أَنَسٍ رضي الله عنه: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَشْرَفَ عَلَى
الْمَدِينَةِ، فَقَالَ: «اللَّهُمَّ إنِّي أُحَرِّمُ مَا بَيْنَ جَبَلَيْهَا،
مِثْلَ مَا حَرَّمَ إبْرَاهِيمُ مَكَّةَ، اللَّهُمَّ بَارِكْ لَهُمْ فِي مُدِّهِمْ
وَصَاعِهِمْ» ([1]). مُتَّفَقٌ
عَلَيْهِ.
وَلِلْبُخَارِيِّ
عَنْهُ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «الْمَدِينَةُ حَرَمٌ مِنْ
كَذَا إلَى كَذَا، لاَ يُقْطَعُ شَجَرُهَا، وَلاَ يُحْدَثُ فِيهَا حَدَثٌ، مَنْ
أَحْدَثَ فِيهَا حَدَثًا فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلاَئِكَةِ وَالنَّاسِ
أَجْمَعِينَ» ([2]). وَلِمُسْلِمٍ
عَنْ عَاصِمٍ الأَْحْوَلِ قَالَ: سَأَلْتُ أَنَسًا: أَحَرَّمَ رَسُولُ اللَّهِ صلى
الله عليه وسلم الْمَدِينَةَ؟ قَالَ: نَعَمْ، هِيَ حَرَامٌ، وَلاَ يُخْتَلَى
خَلاَهَا، فَمَنْ فَعَلَ ذَلِكَ فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلاَئِكَةِ
وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ ([3]).
**********
قوله رحمه الله: «وَعَنْ أَنَسٍ رضي
الله عنه: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَشْرَفَ عَلَى الْمَدِينَةِ
فَقَالَ: «اللَّهُمَّ إنِّي أُحَرِّمُ مَا بَيْنَ جَبَلَيْهَا مِثْلَ مَا حَرَّمَ
إبْرَاهِيمُ مَكَّةَ»، ما بين جبليها: الذي هو عَير إلى ثور.
«اللَّهُمَّ بَارِكْ لَهُمْ
فِي مُدِّهِمْ وَصَاعِهِمْ»، دعا لأهل المدينة بالبركة صلى الله عليه وسلم؛ كما دعا
إبراهيم عليه السلام لمكة.
قوله رحمه الله: «وَلِلْبُخَارِيِّ عَنْهُ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «الْمَدِينَةُ حَرَمٌ مِنْ كَذَا إلَى كَذَا، لاَ يُقْطَعُ شَجَرُهَا، وَلاَ يُحْدَثُ فِيهَا حَدَثٌ»، يعني: حدث بدعة؛ الحدث المراد به البدعة.
([1]) أخرجه: أحمد (20/ 68)، والبخاري (5425)، ومسلم (1365).