×

قاضوهم على ألا يدخلوا مكة في هذه السَّنة، وأن يدخلوها في السَّنة التي بعدها، فلما جاءوا في السنة التي بعدها، هذه تسمى المقاضاة؛ عمرة القضية.

فالرسول صلى الله عليه وسلم لما أقبل على مكة، قال المشركون: يقدم عليكم قومٌ وهنتهم حمى يثرب، وهنتهم؛ يعني: أضعفتهم حمى يثرب. وكانت قريش يجلسون في دار الندوة شمال الكعبة، التي يجتمع فيها أشراف قريش يتشاورون فيها، ويصدرون فيها القرارات، تسمى دار الندوة، فاجتمعوا فيها ينظرون إلى الصحابة رضي الله عنهم أنهم وهنتهم حمى يثرب - يعني المدينة؛ يسمونها يثرب، هذا اسمها الأصلي، لكن الرسول صلى الله عليه وسلم سمَّاها طابة بدل يثرب، سماها المدينة بدل يثرب، هذا اسم جاهلي، فبدَّله الرسول صلى الله عليه وسلم وسماها المدينة.

يقدم عليكم قوم وهنتهم حمى يثرب: اجتمعوا في دار الندوة ينظرون إلى الرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة رضي الله عنهم؛ فالرسول صلى الله عليه وسلم أمرهم أن يروهم قوة في طوافهم، فأمرهم بالرمل والاضطباع؛ ليروا المشركين القوة بدل أنهم يقولون: وهنتهم حمى يثرب، فقالوا: هؤلاء تقولون: وهنتهم حمى يثرب، وهم يسرعون إسراع الغزلان، أو يثبون وثوب الغزلان!

فالرسول صلى الله عليه وسلم أراد أن يغيظهم بذلك، لكن صار سُنة ماضية مستديمة، وإلا هذا هو السبب، سبب الرَّمَل هو أن الرسول صلى الله عليه وسلم أراد أن يغيظ الكفار بقوة الصحابة رضي الله عنهم.


الشرح