×

فالتفتت، فإذا جبريل عليه السلام يبحث في الأرض عند الغلام، فنبع الماء، نبعت زمزم عند قدمي الغلام، فجعلت تحجره، تحجر الماء؛ إشفاقًا عليه، تخشى أنه يضيع، ولكن الله جعله معينًا دائمًا، ولا يزال - ولله الحمد - هذا أصل زمزم.

هي تقول: زمزم؛ يعني الماء تريد أن تحجره على الغلام، وتظن أنه سينفد، ولكن الله بارك فيه وجعله عينًا، مع أن مكة ليس فيها ماء، لكن هذا من الله سبحانه وتعالى لأجل إسماعيل عليه السلام وأُمه.

والرسول صلى الله عليه وسلم أحيا هذه السنة بأمر الله سبحانه وتعالى السعي بين الصفا والمروة، كما كانت هاجر تسعى بينهما طلبًا للماء، فنحن نسعى بينهما طلبًا للمغفرة والرحمة.

ثم لما عُمِرَ المسجد الحرام، وأدخل المسعى، من الأول المسعى خارج المسجد الحرام، من الأول هو سوق بيع وشراء، على جوانبه دكاكين، وفيه الكلاب؛ كلاب المسعى المشهورة التي تسرق من الحجاج أمتعتهم.

وكان سوقًا خارج المسجد الحرام، فلما عُمِرَ المسجد الحرام العمارة الأخيرة، أدخل المسعى في المسجد الحرام كما هو الآن.

وإلا فأصله كان سوقًا للبيع والشراء، ويسعى الحجاج والمعتمرون فيه، والناس يتبايعون ويتشاورون على الجوانب.


الشرح