وَعَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم
وَأَصْحَابَهُ اعْتَمَرُوا مِنْ جِعْرَانَةَ، فَرَمَلُوا بِالْبَيْتِ، وَجَعَلُوا
أَرْدِيَتَهُمْ تَحْتَ آبَاطِهِمْ، ثُمَّ قَذَفُوهَا عَلَى عَوَاتِقِهِم
الْيُسْرَى ([1]). رَوَاهُ
أَحْمَدُ وَأَبُو دَاوُدَ .
**********
هذه صفة الاضطباع: أن يجعل وسط
الرداء تحت كتفه الأيمن، ويجعل طرفيه فوق كتفه الأيسر، فيكون الكتف الأيسر
مستورًا، والكتف الأيمن مكشوفًا؛ لأن هذا أنشط على المشي، على الطواف والسعي.
والجعرانة: هي على حد الحرم من الجهة الشرقية، الجعرانة.
لما خرج صلى الله عليه وسلم إلى غزوة حنين ورجع منها، وبلغ الجعرانة أحرم
بالعمرة صلى الله عليه وسلم، وهي على حدود الحرم من جهة الشرقية، هذه الجعرانة، أو
الجعرانة بالتشديد.
إحرام الرسول صلى الله عليه وسلم من الجعرانة: دل هذا على أن المعتمر لا
بدَّ أن يحرم بالعمرة من خارج الحرم، وأما الحج فيحرم به من أي مكان، من أي مكانٍ
نوى منه، ولو من داخل مكة.
أما العمرة فلا؛ لا يحرم بها من مكة، وإنما يحرم بها من خارج الحرم؛ إما من الجعرانة، وإما من الزاهر - الذي هو الحديبية - المهم يخرج عن الحرم، ويحرم بالعمرة.