×

وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَأَصْحَابُهُ، فَقَالَ الْمُشْرِكُونَ: إنَّهُ يَقْدمُ عَلَيْكُمْ قَوْمٌ قَدْ وَهَنَتْهُمْ حُمَّى يَثْرِبَ، فَأَمَرَهُمُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَنْ يَرْمُلُوا الأَْشْوَاطَ الثَّلاَثَةَ، وَأَنْ يَمْشُوا مَا بَيْنَ الرُّكْنَيْنِ، وَلَمْ يَمْنَعْهُ أَنْ يَأْمُرَهُمْ أَنْ يَرْمُلُوا الأَْشْوَاطَ كُلَّهَا، إلاَّ الإِْبْقَاءُ عَلَيْهِمْ ([1]). مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ .

**********

 «فَقَالَ الْمُشْرِكُونَ: إنَّهُ يَقْدمُ عَلَيْكُمْ قَوْمٌ قَدْ وَهَنَتْهُمْ حُمَّى يَثْرِبَ»؛ لأن المدينة كان فيها حمى بسبب كثرة المياه، كان فيها حمى شديدة، فدعا الرسول صلى الله عليه وسلم أن ينقل الله حماها إلى الجحفة، فنقل الله حماها إلى الجحفة، وصارت المدينة صحية، ليس فيها حمى.

«فَأَمَرَهُمْ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَنْ يَرْمُلُوا الأَْشْوَاطَ الثَّلاَثَةَ»؛ لأجل غيظ المشركين، وليظهروا القوة.

هذا: فيه دليل على أن المسلمين يجب أن يظهروا القوة أمام عدوهم، ولا يظهروا الضعف والانكسار.

«وَأَنْ يَمْشُوا مَا بَيْنَ الرُّكْنَيْنِ»: الركن اليماني، والحجر الأسود؛ لأنه في هذا المكان تكون الكعبة بينهم وبين المشركين الذين في دار الندوة فلا يرونهم، فأمرهم أن يبقوا على أنفسهم بين الركنين؛ لأن المشركين لا يرونهم، فيمشون هينًا.

«وَلَمْ يَمْنَعْهُ أَنْ يَأْمُرَهُمْ أَنْ يَرْمُلُوا الأَْشْوَاطَ كُلَّهَا إلاَّ الإِْبْقَاءُ عَلَيْهِمْ»، الحكمة في كونه لم يأمرهم بالرَّمل في الأشواط كلها؛ من أجل التهوين عليهم؛ لأنه يكلفهم هذا أن يرملوا سبعة أشواط، والدين يسر، فأمرهم


الشرح

([1])  أخرجه: أحمد (4/ 4249)، والبخاري (1602)، ومسلم (1266).