وَعَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: رَمَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم
فِي حَجَّتِهِ وَفِي عُمَرِهِ كُلِّهَا، وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ وَالْخُلَفَاءُ.
رَوَاهُ أَحْمَدُ ([1]).
وَعَنْ
عُمَرَ رضي الله عنه قَالَ: فِيمَ الرَّمَلاَنُ الآْنَ، وَالْكَشْفُ عَنِ
الْمَنَاكِبِ، وَقَدْ أَطَى اللَّهُ الإِْسْلاَمَ وَنَفَى الْكُفْرَ وَأَهْلَهُ،
وَمَعَ ذَلِكَ لاَ نَدَعُ شَيْئًا كُنَّا نَفْعَلُهُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ
صلى الله عليه وسلم. رَوَاهُ أَحْمَدُ، وَأَبُو دَاوُدَ، وَابْنُ مَاجَهْ ([2]) .
**********
النبي صلى الله عليه وسلم أن
يرملوا في الأشواط الأولى، ويحصل المقصود بهذا، يحصل إغاظة المشركين بهذا.
«رَمَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى
الله عليه وسلم فِي حَجَّتِهِ وَفِي عُمَرِهِ كُلِّهَا، وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ
وَالْخُلَفَاءُ»، هذا دليل على أن الرمل باقٍ، وليس خاصًّا بزمن الرسول صلى الله عليه وسلم،
باقٍ إلى أن تقوم الساعة، الرمل في الأشواط الثلاثة في العمرة وفي طواف القدوم.
هذا عمر رضي الله عنه يقول: لماذا الرمل وقد انتهى السبب؟ انتهى السبب،
وقوى الله المسلمين، وأضعف المشركين، فلماذا نرمل؟ ولماذا الاضطباع أيضًا وإظهار
القوة مع أن السبب زوال؟ ثم قال: هذه سُنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فأبقاها.
«وَقَدْ أَطَى اللَّهُ الإِْسْلاَمَ»، يعني: قواه وأظهره.
([1]) أخرجه: أحمد (3/ 435).