×

وَعَنْ جَابِرٍ رضي الله عنه: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم حَجَّ ثَلاَثَ حِجَجٍ؛ حِجَّتَيْنِ قَبْلَ أَنْ يُهَاجِرَ، وَحِجَّةً بَعْدَمَا هَاجَرَ، وَمَعَهَا عُمْرَةٌ، فَسَاقَ ثَلاَثًا وَثَلاَثِينَ بَدَنَةً، وَجَاءَ عَلِيٌّ مِنَ الْيَمَنِ بِبَقِيَّتِهَا، فِيهَا جَمَلٌ لأَِبِي لَهَبٍ فِي أَنْفِهِ بُرَّةٌ مِنْ فِضَّةٍ فَنَحَرَهَا، وَأَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ كُلِّ بَدَنَةٍ بِبَضْعَةٍ، فَطُبِخَتْ وَشَرِبَ مِنْ مَرَقِهَا. رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ ([1]).

وَابْنُ مَاجَهْ، وَقَالَ فِيهِ: جَمَلٌ لأَِبِي جَهْلٍ ([2]).

**********

 قوله رحمه الله: «وَعَنْ جَابِرٍ رضي الله عنه: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم حَجَّ ثَلاَثَ حِجَجٍ؛ حِجَّتَيْنِ قَبْلَ أَنْ يُهَاجِرَ، وَحِجَّةً بَعْدَمَا هَاجَرَ وَمَعَهَا عُمْرَةٌ»، هذه حجة الوداع، تسمى حجة الوداع؛ لأنه لم يعش بعدها صلى الله عليه وسلم إلا شهرين وأيامًا، فسُميت الوداع، وهذه بعد الهجرة؛ أمَّا قبل الهجرة فكان يحج صلى الله عليه وسلم.

«فَسَاقَ ثَلاَثًا وَثَلاَثِينَ بَدَنَةً، وَجَاءَ عَلِيٌّ مِنَ الْيَمَنِ بِبَقِيَّتِهَا»، أكملت مائة بدنة بما جاء به علي رضي الله عنه من اليمن، قادمًا بالإبل من اليمن، وكان علي رضي الله عنه بعثه النبي صلى الله عليه وسلم إلى اليمن مُزَكِّيًّا وداعيًا إلى الله عز وجل ومعلمًا؛ كما بعث معاذ بن جبل رضي الله عنه معلمًا وداعيًا.

«فِيهَا جَمَلٌ لأَِبِي لَهَبٍ فِي أَنْفِهِ بُرةٌ مِنْ فِضَّةٍ فَنَحَرَهَا»، جمل لأبي لهب عم النبي صلى الله عليه وسلم الذي أنزل الله به: ﴿تَبَّتۡ يَدَآ أَبِي لَهَبٖ وَتَبَّ [المسد: 1] لأنه لما نادى الرسول صلى الله عليه وسلم الناس على الصفا وخطبهم،


الشرح

([1])  أخرجه: الترمذي (815).

([2])  أخرجه: ابن ماجه (3076).