×

وَعَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لِخَمْسٍ بَقَيْنَ مِنْ ذِي الْقِعْدَةِ، وَلاَ نُرَى إلاَّ الْحَجَّ، فَلَمَّا دَنَوْنَا مِنْ مَكَّةَ، أَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَنْ لَمْ يَكُنْ مَعَهُ هَدْيٌ إذَا طَافَ وَسَعَى بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ أَنْ يَحِلَّ، قَالَتْ: فَدَخَلَ عَلَيْنَا يَوْمَ النَّحْرِ بِلَحْمِ بَقَرٍ، فَقُلْت: مَا هَذَا؟ فَقِيلَ: نَحَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ أَزْوَاجِهِ ([1]). مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.

وَهُوَ دَلِيلٌ عَلَى الأَْكْلِ مِنْ دَمِ الْقِرَانِ؛ لأَِنَّ عَائِشَةَ رضي الله عنها كَانَتْ قَارِنَةً .

**********

وجاء أبو لهب وقال: تبًّا لك! ألهذا جمعتنا؟! فأنزل الله هذه السورة: ﴿تَبَّتۡ يَدَآ أَبِي لَهَبٖ وَتَبَّ [المسد: 1]، ولذلك لم يسلم لما نزلت فيه هذه السورة، ومات كافرًا - والعياذ بالله - وسُمي أبا لهب؛ لأنه كان وضيئًا، وضيء الوجه، كأن فيه لهب من الإضاءة.

«وَأَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ كُلِّ بَدَنَةٍ بِبَضْعَةٍ»، بضعة يعني: قطعة.

قوله رحمه الله: «وَابْنُ مَاجَة، وَقَالَ: فِيه جَمَلٌ لأَِبِي جَهْلٍ»، بدل أبي لهب.

قوله رحمه الله: «فَلَمَّا دَنَوْنَا مِنْ مَكَّةَ أَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَنْ لَمْ يَكُنْ مَعَهُ هَدْيٌ إذَا طَافَ وَسَعَى بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ أَنْ يَحِلَّ»، هذا فيه: فسخ الحج إلى العمرة، إذا لم يكن معه هدي. إذا أحرم بالحج مفردًا


الشرح

([1])  أخرجه: أحمد (42/ 397، 398)، والبخاري (1709)، ومسلم (1211).