عَنْ
عَائِشَةَ رضي الله عنها: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «مَا عَمِلَ
ابْنُ آدَمَ يَوْمَ النَّحْرِ عَمَلاً أَحَبَّ إلَى اللَّهِ مِنْ هِرَاقَةِ دَمٍ،
وَإِنَّهُ لَتَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِقُرُونِهَا وَأَظْلاَفِهَا
وَأَشْعَارِهَا، وَإنَّ الدَّمَ لَيَقَعُ مِنَ اللَّهِ بِمَكَانٍ قَبْلَ أَنْ
يَقَعَ بالأَْرْضِ، فَطِيبُوا بِهَا نَفْسًا». رَوَاهُ ابْنُ مَاجَهْ،
وَالتِّرْمِذِيُّ وَقَالَ: هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ ([1]).
**********
هذا من أدلة مشروعية الأضحية وبيان أصلها، وأنها تقرب إلى الله سبحانه
وتعالى، وأن المسلم يذبحها طيبة بها نفسه، وأن أفضل ما يفعله الإنسان في يوم العيد
وأيام التشريق هو ذبح القربان من الهدي ومن الأضاحي؛ فالهدي للحجاج، والأضاحي لأهل
الأمصار.
قوله رحمه الله: «أَنَّ النَّبِيَّ
صلى الله عليه وسلم قَالَ: «مَا عَمِلَ ابْنُ آدَمَ يَوْمَ النَّحْرِ عَمَلاً
أَحَبَّ إلَى اللَّهِ مِنْ هِرَاقَةِ دَمٍ»، في الأضحية، هِراقة دم،
يعني: بالأضحية؛ تقربًا إلى الله سبحانه وتعالى، فهي أفضل عمل يعمل في يوم عيد
الأضحى.
«وَإِنَّهُ لَيَأْتِي يَوْمَ
الْقِيَامَةِ بِقُرُونِهَا وَأَظْلاَفِهَا وَأَشْعَارِهَا»، تأتي الأضحية التي
ذبحها الإنسان تقربًا إلى الله، تأتي بقرونها وأشعارها وأظلافها، تأتي لمحبة الله
جل وعلا لها، وقبولها، وثوابها لصاحبها؛ يثاب على كل جزء منها، فهي أفضل ما يتقرب
به العبد في يوم العيد وأيام التشريق.
«وَإنَّ الدَّمَ يَقَعُ مِنَ اللَّهِ عز وجل بِمَكَانٍ قَبْلَ أَنْ يَقَعَ عَلَى الأَْرْضِ»، الدم الذي يشخب من الأضحية يصل إلى الله جل وعلا، ويتقبله الله، ويقع من الله بمكان قبل أن يقع على الأرض.
([1]) أخرجه: الترمذي (1493)، وابن ماجه (3126).