عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما: «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم صَلَّى
الظُّهْرَ بِذِي الْحُلَيْفَةِ، ثُمَّ دَعَا نَاقَتَهُ، فَأَشْعَرَهَا فِي
صَفْحَةِ سَنَامِهَا الأَْيْمَنِ، وَسَلَتَ الدَّمَ عَنْهَا، وَقَلَّدَهَا
نَعْلَيْنِ، ثُمَّ رَكِبَ رَاحِلَتَهُ، فَلَمَّا اسْتَوَتْ بِهِ عَلَى
الْبَيْدَاءِ أَهَلَّ بِالْحَجِّ» ([1]). رَوَاهُ
أَحْمَدُ وَمُسْلِمٌ وَأَبُودَاوُدَ وَالنَّسَائِيُّ .
**********
قوله رحمه الله: «عَنِ ابْنِ
عَبَّاسٍ رضي الله عنهما: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم صَلَّى
الظُّهْرَ بِذِي الْحُلَيْفَةِ»، الذي هو أبيار عليٍّ الآن، يسمى أبيار علي، وهو
قريب من المدينة.
«ثُمَّ دَعَا نَاقَتَهُ
فَأَشْعَرَهَا فِي صَفْحَةِ سَنَامِهَا الأَْيْمَنِ»، ناقته التي يريد أن
يهديها، فأشعرها في سنامها من جهة اليمين، بمعنى: أنه أجرى السكين على سنامها، حتى
سال منها الدم، ثم مسحه عليها، هذا الإشعار.
«وَقَلَّدَهَا نَعْلَيْنِ»، قلدها نعلين في
رقبتها؛ حتى يعرف أنها هدي، فلا يتعرض لها حتى تبلغ محلها.
«ثُمَّ رَكِبَ رَاحِلَتَهُ، فَلَمَّا اسْتَوَتْ بِهِ عَلَى الْبَيْدَاءِ، أَهَلَّ بِالْحَجِّ»، ثم ركب راحلته، صلى الظهر بذي الحليفة بالوادي عند الشجرة، شجرة حلفاء في الوادي، صلى عندها، والمسجد الموجود الآن يسمى مسجد الشجرة؛ لأنه بُني في مكانها، مكان الشجرة. فلما صلى، أهلَّ بالحج حينما سلم، حينما سلم من الفريضة الظهر، لبى بالحج وهو في مكانه، ثم ركب صلى الله عليه وسلم، فلما خرجت الناقة من الوادي إلى البيداء.
([1]) أخرجه: أحمد (5/ 296)، ومسلم (1243)، وأبو داود (1753)، والنسائي (2791).