باب: الأَْكْلِ وَالإِْطْعَامِ مِنَ الأُْضْحِيَّةِ
وَجَوَازُ ادِّخَارِ
لَحْمِهَا وَنَسْخِ النَّهْيِ عَنْهُ
**********
عَنْ
عَائِشَةَ رضي الله عنه قَالَتْ: دَفَّ أَهْلُ أَبْيَاتٍ مِنْ أَهْلِ الْبَادِيَةِ
حَضْرَةَ الأَْضْحَى زَمَانَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ:
«ادَّخِرُوا ثَلاَثًا، ثُمَّ تَصَدَّقُوا بِمَا بَقِيَ». فَلَمَّا كَانَ بَعْدَ
ذَلِكَ قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إنَّ النَّاسَ يَتَّخِذُونَ الأَْسْقِيَةَ
مِنْ ضَحَايَاهُمْ، وَيُجْمِلُونَ فِيهَا الْوَدَكَ، فَقَالَ: «وَمَا ذَاكَ؟»،
قَالُوا: نَهَيْت أَنْ تُؤْكَلَ لُحُومُ الأَْضَاحِيِّ بَعْدَ ثَلاَثٍ، فَقَالَ:
«إنَّمَا نَهَيْتُكُمْ مِنْ أَجْلِ الدَّافَّةِ، فَكُلُوا، وَادَّخِرُوا،
وَتَصَدَّقُوا» ([1]). مُتَّفَقٌ
عَلَيْهِ .
**********
قوله رحمه الله: «باب: الأَْكْلِ
وَالإِْطْعَامِ مِنَ الأُْضْحِيَّةِ»، كيف يصنع بلحم الأضحية؛
أنه - كما يأتي - يأكل، ويتصدق، ويهدي، يأكل منها في بيته، ويتصدق منها على
المحتاجين والفقراء، ويهدي لأصحابه من الأغنياء.
قوله رحمه الله: «وَجَوَازُ
ادِّخَارِ لَحْمِهَا وَنَسْخِ النَّهْيِ عَنْهُ»، وأنه يجوز ادخار لحوم
الأضاحي للمستقبل.
كان نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم في الأول، ثم نسخ ذلك، وسبب النهي
شدة حاجة المحتاجين، فلما زالت الحاجة أباح صلى الله عليه وسلم ادخار لحوم الأضاحي
للمستقبل.
«قَالُوا: نَهَيْت أَنْ تُؤْكَلَ لُحُومُ الأَْضَاحِيِّ بَعْدَ ثَلاَثٍ، فَقَالَ: «إنَّمَا نَهَيْتُكُمْ مِنْ أَجْلِ الدَّافَّةِ»، يعني: المحتاجين.
([1]) أخرجه: أحمد (40/ 293)، والبخاري (5570)، ومسلم (1971).