مقدِّمة المشرف على المجموع والمعتني به
الحمد
لله ربِّ العالمين، وعليه نتوكَّل وبه نستعين، ونستغفره -سبحانه- من جميع الذُّنوب
والخطايا ونَتُوب إليه، ونَعُوذ بالله مِنْ شُرور أنفسنا ومن سيِّئات أعمالنا، مَن
يهده الله فلا ُمضِلَّ له، ومَن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده
لا شريك له، وأشهد أنَّ محمَّدا عبده ورسوله، أدَّى الأمانة، وعلم الأمم من
الجهالة، وأنقذ الله به من الضلالة، صلى الله وسلَّم وبارك عليه، المبعوث بأعظم
معجزة وأجلِّ رِسَالة، وعلى آله وصحبه أجمعين، والتَّابعين ومَنْ تبعهم بإحسان إلى
يوم الدِّين.
أمَّا بعد: فإنَّ العلماء الربَّانيون هم هداة الأُمَّة نحو الخير والصَّلاح، والفوز والفلاح، وهم فقهاء الإسلام، أئمة الهدى، وبُدور الدُّجى، من دارت الفُتيا على أقوالهم بين الأنام، عُنُوا بِنَشْر الحلال والحرام، بما خصَّهم المولى مِن العِلم والخشية والإنابة، قال الله تعالى: ﴿إِنَّمَا يَخۡشَى ٱللَّهَ مِنۡ عِبَادِهِ ٱلۡعُلَمَٰٓؤُاْ﴾ [فاطر: 28]، وفيهم قال المصطفى صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ الْعُلَمَاءَ وَرَثَةُ الأَْنْبِيَاءِ، وَإِنَّ الأَْنْبِيَاءَ لَمْ يُوَرِّثُوا دِينَارًا وَلاَ دِرْهَمًا، إِنَّمَا وَرَّثُوا الْعِلْمَ»([1])، وما ذلك إلا لأنَّ العِلم منطلق الدِّين، وركاز الدَّعوة الثمين، وأساس الحضارة السَّامقة المتين.
الصفحة 1 / 13