ولقد
منَّ الله على هذه الأُمَّة بالعلماء الربَّانيين الأتقياء، والأئمة الصَّالحين
الأزكياء، ورثة المرسلين والأنبياء، يحملون العِلم ويبلِّغونه، ويعملون به
ويعلِّمونه، يُرَبُّون الناس بصغار العِلم قبل كباره، ويُزَكُّونهم بآثاره
وأخباره، وبه يُفَقِّهونهم في حلال الدِّين وحرامه، قال تعالى:﴿وَلَٰكِن كُونُواْ
رَبَّٰنِيِّۧنَ بِمَا كُنتُمۡ تُعَلِّمُونَ ٱلۡكِتَٰبَ وَبِمَا كُنتُمۡ
تَدۡرُسُونَ﴾[آل عمران: 79].
وقد
توارد أهل التفسير، على أنَّ قوله سبحانه: ﴿ وَلَٰكِن كُونُواْ رَبَّٰنِيِّۧنَ﴾،
اشتمل على عدة معاني جليلة، لا تعارض بينها، ومنها:
قال
ابن عباس رضي الله عنهما في معنى ﴿ رَبَّٰنِيِّۧنَ ﴾: الرَّباني: الذي يُربي الناس بِصِغار العلم قبل كباره،
وكأنه يقتدي بِالرَّب -سبحانه- في تيسير الأمور([1]).
وقال
ابن مسعود رضي الله عنه: كونوا حُكماء عُلماء([2]).
وقال
عطاء رحمه الله تعالى: كونوا عُلماء حُكماء نُصحاء لله في خَلْقه([3]).
وقال
ابن جبير رحمه الله تعالى: كونوا حُكماء أتقياء([4]).
وقال أبو عُبيدة رحمه الله تعالى: الرَّباني: العالم بالحلال والحرام، والأمر والنَّهي، العارف بأنباء الأمة، وما كان وما يكون([5]).