وقدْ
جَمَعَ هذا المجموع شُروحًا كثيرة مِن المتون العلمية: في العقيدة، والتفسير،
والحديث، والفقه. وجمع -بحمد الله- المحاضرات الدَّعويَّة والخُطب المنبريَّة،
وبُحوث المجلات العِلمية، واللِّقاءات الوعظية، والتَّوعوِيَّة، والتَّوجِيهيَّة،
والفَتاوى الخَطِّية، والإذَاعيَّة، والحمدُ لله الذي بنِعمته تَتَمِّ الصَّالحات.
هذا،
وليس يخفى على أهل العِلْم، أنَّ عصرنا هذا، هو عصر مُقارعة البُرهان بِالبُرهان،
ومُغالبة الحُجَّة بِالحُجَّة، كما هو أيضًا عصر الاتصالات التِّقانية، التي
أَسْفرت عن الجِدالات العِلميَّة، والفكريَّة، والتنويرية بِزعمهم. والتي تسلَّلت
للطَّعن في أصول الدِّين الحَنيِف وقطعيَّاته وفروعه:﴿يُرِيدُونَ لِيُطۡفُِٔواْ نُورَ ٱللَّهِ بِأَفۡوَٰهِهِمۡ وَٱللَّهُ
مُتِمُّ نُورِهِۦ وَلَوۡ كَرِهَ ٱلۡكَٰفِرُونَ﴾ [الصف:
8]، وعليه، فمن لم يأخذ بِسُلطان العِلم الشَّرعي ونُوره، زاغ وباء بالجهل والضَّياع.
وفي
هذه المقدمة أودُّ أن أنبِّه، إلى أمرٍ مُهِمٍّ ممّا نَراه مِنْ تصَدُّر أقوام
لِلْخَوض في دين الله -تعالى- تحريمًا وتحليلا، وتفسيقا وتبديعا، وتأليفا للكتب،
منْ غير عِلم، ولا هُدى، ولا بصيرة مِن كتاب الله، أوْ سُنَّة نبيِّه صلى الله
عليه وسلم، دَيْدَنهم في ذلك الجرأة على الفتوى، والتَّجاسُر على شرع الله
وأحكامه.
وقد
كان الِإمام أحمد رحمه الله كثيرًا ما يُسْأل فيّتوقَّف، أو يَقول: لا أدري، ونحو
ذلك. وهؤلاء أنصّاف المتعِلّمين -هَدَاهُم الله- يتكلَّمون بما لا يعلمون باِسم
الدِّين وهُم مِن أجْهل الخَلْق بأحكام الشَّريعة، وفِقْهها ومَقَاصدها.
ومنهم من يَسْتطيل على العُلماء، وأهل العِلم، ويَطْعنون في نواياهم، تصريحًا أو تلميحًا، طعنًا وازدراءًا، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم!! وذلك الهوَس منهم، ليس بضارِّ أهل العِلْم شيئًا، بإذن الله.