ولقد
تشرَّفت بطلب العلم على يدي سمَاحته منذ عام 1408هـ، عندما سألت سماحة الوالد
العلاَّمة الإمِام الشيّخ عبد العزيز بن باز رحمه الله تعالى أوَان سفرهِ للطائف،
أن ينصحني بمن ألازم في تحصيل العلم وطلبه، فَنَصَحني بالطلب لدى فضيلة الشيخ صالح
الفوزان، ومنذ ذلك الحين لزِمت غَرْزَ الشيخ، ونهلت مِنْ عِلمه، وفضله، ونُبْله،
وأخلاقه، وأفدت من دروسه الماتعة، وتحقيقاته النَّفيسة النافعة.
وفي
عام 1414هـ، قمت بتفريغ دروس جمع من العلماء، مِنَ الأشرطة التي كنت أُسجِّلها؛
لتكون لي مرجعًا. وكان منهم شيخنا الشيخ صالح، فعرضتُ عليه بعض تلك التَّفريغات
عام 1420هـ، فاستحسنها واستجادها، وصوَّب ما فيها ونقَّح، وتمت طباعتها - بحمد
الله - وهي: «سلسلة شرح الرسائل للشيخ المجدِّد محمد بن عبد الوهاب رحمه الله
تعالى». بعد ذلك يَسَّر الله - سبحانه - وأخرجتُ مجموعة مِن كُتب شيخنا حسب
الاستطاعة.
وفي تاريخ 15/6/1433هـ، عرضتُ على سماحة شيخنا -حفظه الله ورعاه- إخراج مجموع يشمل جميع مؤلفاته: التأليفات، والشروحات، والتحقيقات، والتعليقات، واقترحت عليه خطة منهجية في ذلك، فوافق عليها -جزاه الله كلَّ خير- وشَرَعت من حينها في جمع مؤلفات الشيخ والعمل على هذا المشروع القيِّم المبارك، وقد بَلَغت مؤلفاته المئات من الكُتب والرسائل، حتىَّ وَصَل هذا المجموع