وعلى فَرْضِ أنَّ بعضَ ما يُنسَبُ إلى بعضِهم صَحِيح، فهو مَغفُور؛ لأنَّ
النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم أخبَرَ أنَّهم مغفورٌ لهم، وأخبَرَ أنَّ اللهَ
اطَّلعَ على أهلِ بَدْر فقال: «اعْمَلُوا
مَا شِئْتُمْ فَقَدْ غَفَرْتُ لَكُمْ» ([1])، واللهُ جل وعلا
قال: {لَّقَدۡ
رَضِيَ ٱللَّهُ عَنِ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ إِذۡ يُبَايِعُونَكَ تَحۡتَ ٱلشَّجَرَةِ} [الفتح: 18]،
وذكَرَ المُهاجِرين والأنْصَار، فعَن المهاجرين حينَ أُخرِجوا من دِيارِهم وأموالِهم
قال تعالى: {لِلۡفُقَرَآءِ
ٱلۡمُهَٰجِرِينَ ٱلَّذِينَ أُخۡرِجُواْ مِن دِيَٰرِهِمۡ وَأَمۡوَٰلِهِمۡ يَبۡتَغُونَ
فَضۡلٗا مِّنَ ٱللَّهِ وَرِضۡوَٰنٗا وَيَنصُرُونَ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥٓۚ
أُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلصَّٰدِقُونَ} [الحشر: 8]، وذكَر الأنصارَ وقال في ختامِ ذِكرِهم: {وَمَن
يُوقَ شُحَّ نَفۡسِهِۦ فَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡمُفۡلِحُونَ} [الحشر: 9]، فهلْ
يُعقَلُ أنْ يَستَثنِيَ أو يَستدرِكَ أحدٌ على اللهِ سبحانه وتعالى في هذا وفي
غيرِه؟!
والرَّدُّ على هؤلاء في الفَضَائيَّاتِ أو في الكتابةِ فهو واجِبٌ على مَن
يَستطِيعُ وعندَه عِلم، أمَّا مَن لا يَستطيعُ أو ليسَ عندَه عِلمٌ فإنَّه يُنكِر
المُنكَر بقلبِه.
سؤال: هل يُشرَعُ أنْ ندعوَ اللهَ جل وعلا بأنْ نُرافِقَ الصَّحابةَ في
الجنَّة؟
الجواب: نَعَم نقولُ: اللَّهُمَّ اجمَعْ بينَنا وبينَهم في الجنَّةِ تحتَ لواءِ نبيِّنا محمدٍ صلى الله عليه وسلم، اللَّهُم احشُرْنا معَهم، واجمعْنَا بهم، وفي حديث: «وَلاَ يُحِبُّ رَجُلٌ قَوْمًا إِلاَّ حُشِرَ مَعَهُمْ» ([2])، وقال صلى الله عليه وسلم: «أَنْتَ مَعَ مَنْ أَحْبَبْتَ» ([3])، فالمَرءُ مَع مَن أحبَّ يومَ القيامة.
([1])أخرجه: البخاري رقم (2845)، ومسلم رقم (2494).