القصدُ من النَّظرِ في
الآثار
****
1- الكفارُ ينظرون إلى الآثارِ إعجابًا بها وتعظيمًا لأصحابِها من
الفراعنةِ والجبابرةِ والطغاة، واستثمارًا لها بما يحصلون عليه من الزوار، ويفتخرون
بها وبأصحابِها من الكفرةِ والطغاةِ والمجرمين؛ لأنهم يَنهَجون منهجَهم ويسيرون
على طريقتِهم.
وأيضًا يريدون بإحيائها الإبقاءَ على الكفر، ومحاربةَ دين الأنبياء عليهم
السلام .
2- وأما المسلمون فإنهم ينظرون إلى هذه الآثارِ نظرَ اعتبارٍ واتعاظٍ عملاً
بقول الله تعالى: {قُلۡ
سِيرُواْ فِي ٱلۡأَرۡضِ فَٱنظُرُواْ كَيۡفَ كَانَ عَٰقِبَةُ ٱلۡمُجۡرِمِينَ} [النمل: 69] .
وقال تعالى: {أَفَلَمۡ
يَسِيرُواْ فِي ٱلۡأَرۡضِ فَتَكُونَ لَهُمۡ قُلُوبٞ يَعۡقِلُونَ بِهَآ أَوۡ
ءَاذَانٞ يَسۡمَعُونَ بِهَاۖ فَإِنَّهَا لَا تَعۡمَى ٱلۡأَبۡصَٰرُ وَلَٰكِن
تَعۡمَى ٱلۡقُلُوبُ ٱلَّتِي فِي ٱلصُّدُورِ} [الحج: 46] .
وذلك بعد قوله تعالى: {فَكَأَيِّن مِّن قَرۡيَةٍ
أَهۡلَكۡنَٰهَا وَهِيَ ظَالِمَةٞ فَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَىٰ عُرُوشِهَا وَبِئۡرٖ
مُّعَطَّلَةٖ وَقَصۡرٖ مَّشِيدٍ} [الحج: 45] .
وقال تعالى: {فَتِلۡكَ
بُيُوتُهُمۡ خَاوِيَةَۢ بِمَا ظَلَمُوٓاْۚ} [النمل: 52]
ولا ينظرون إليها نَظَرَ افتخارٍ وإعجاب، ولا يعتنون بها، ولا ينقُبون
عمَّا تحت الأرضِ منها.