المذكور من تعظيمِ الآثار
الإسلامية كغارِ ثورٍ ومحلِّ بيعةِ الرضوان وأشباهِها، وتعميرِ ما تهدَّم منها،
والدعوة إلى تعبيدِ الطرق إليها، واتخاذِ المصاعدِ الكهربائية لما كان مرتفعًا
منها كالغارَيْن المذكورَيْن، واتخاذِ الجميع مَزاراتٍ، ووضع لوحاتٍ عليها،
وتعيينِ مرشدين للزائرين كل ذلك مخالفٌ للشريعةِ الإسلامية التي جاءت بتحصيلِ
المصالح وتكميلِها وتعطيلِ المفاسدِ وتقليلها، وسدِّ الذرائع، ذرائعِ الشركِ
والبدع، والنهي عنها، ولو حَسُن قَصْدُ فاعلِها، أو الداعي إليها لما تُفضِي إليه
من الفسادِ العظيم، وتغييرِ معالم الدين، وإحداثِ معابد، ومزاراتٍ وعباداتٍ لم
يشرعْها اللهُ ولا رسولُه صلى الله عليه وسلم ، وقد قال اللهُ عز وجل : {ٱلۡيَوۡمَ
أَكۡمَلۡتُ لَكُمۡ دِينَكُمۡ وَأَتۡمَمۡتُ عَلَيۡكُمۡ نِعۡمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ ٱلۡإِسۡلَٰمَ
دِينٗاۚ} [المائدة: 3] ».
انتهى.
وأقولُ: قد يقولُ قائلٌ: هذا الكلامُ في الآثارِ التي يُفضي إحياؤها إلى
الشرك، وأما الآثار التي تقصد للسياحة والنزهة، ويقصد استثمارها فليست كذلك.
ونقولُ له: إن إحياءَها للزائرين والسائحين وسيلةٌ لتعظيمِها
والتبركِ بها من قِبَل الخَرافيين؛ فقد نشطوا لمَّا فُتِح هذا الباب، وفرحوا بهذه
الفكرة، واتخذوها حجة لهم في إحياءِ الآثارِ الشركية، والممارسات البدعية.
فيجبُ سدُّ هذا البابِ من أصلِه.
ثم في هذا العمل فتح الباب لمجيءِ الكفارِ إلى بلادِ المسلمين، ونشرِ
أخلاقِهم، وعاداتِهم بين المسلمين.
وصلى اللهُ على نبيِّنا محمدٍ وآلِه وصحبِه وسلم
***
الصفحة 2 / 14