×

 محدد من الشهر، بل إن شاء صامها في أول الشهر، وإن شاء في وسطه، وإن شاء في آخره، ولا يلزم فيها التتابع أيضا، يصومها مجتمعة أو متفرقة، الأمر في هذا واسع.

يقول السائل ش. م. ص. من المملكة الأردنية الهاشمية: أحيانا أصوم يومًا وأفطر يومًا، ولكن أمي تمنعني وتقول: صم الاثنين والخميس فقط، فأيهما الأولى في هذه الحالة: أن أطيع رضا الوالدة في الصيام، أم أصر على طريقتي مأجورين؟

إذا كان صوم يوم وإفطار يوم يحصل فيه خلل من برك الأمك وخدمتها والقيام بشؤونها، فتفطر، وتقوم بخدمة أمك والقيام ببرها، أما إذا كان لم يكن هناك ضرر عليها وأنت لم تقصر في حقها، وإنها تريد الرفق عليك والشفقة فقط، فأنت تقنعها بهذا الشيء وتصوم.

يقول السائل: أنا أصوم النوافل ولله الحمد والمنة، ولكن إذا صُمت يقول لي والدي: لا تصم في الصيف؛ لأنه حر ويسبب العطش، ويقولون: إنه يسبب مرض الرئة، وأنا ولله الحمد أتحمل العطش، فأقول لهم ذلك، ولكن لا يقتنعون، فما الصواب؟

إذا كان الدافع لوالديك على نهيك عن الصيام من أجل أن تخدمهم وتقوم بأعمالهم؛ فلا شك أن خدمتهم والقيام بأعمالهم أفضل من الصيام التطوعي، أما إذا كان ما هو بالحاجة، وإنما إشفاقا عليك فقط، وأنت تعرف من نفسك الاستطاعة؛ فإنك تصوم وتقنع والديك؛ بأنك تستطيع الصيام وتريد الخير، وما أظن أنهم سيمنعونك إذا بيَّنت لهم هذا؛ لأن قصدهم الشفقة عليك؛ فإذا بَيَّنت لهم أنك تستطيع ولا حرج عليك، فهم سيقتنعون ولا يحرمونك من الأجر.


الشرح