باب صدقة التطوع
**********
بيان فضل صدقة
التطوع
**********
يقول السائل ع. د.
من محافظة حريملاء: حدثونا عن فضل الصدقة، وعن أثرها في جلب الخير للمسلم، ودفع
الشر عنه؟
إن الصدقة فيها فضل عظيم، وثواب جزيل، قال الله جل وعلا: ﴿مَّن ذَا ٱلَّذِي يُقۡرِضُ ٱللَّهَ قَرۡضًا حَسَنٗا فَيُضَٰعِفَهُۥ لَهُۥٓ أَضۡعَافٗا كَثِيرَةٗۚ﴾ [البقرة: 245]. وقال تعالى: ﴿وَمَآ أَنفَقۡتُم مِّن نَّفَقَةٍ أَوۡ نَذَرۡتُم مِّن نَّذۡرٖ فَإِنَّ ٱللَّهَ يَعۡلَمُهُۥۗ﴾ [البقرة: 270]. هذا فيه أن الله لا يخفى عليه عمل المحسنين، والمتصدقين وأنه يجازيهم، وأنه يعلم الناذرين من نذور البر إذا وفوا بها، فيثيبهم عليها، والله تعالى قال: ﴿مَّثَلُ ٱلَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمۡوَٰلَهُمۡ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنۢبَتَتۡ سَبۡعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنۢبُلَةٖ مِّاْئَةُ حَبَّةٖۗ وَٱللَّهُ يُضَٰعِفُ لِمَن يَشَآءُۚ وَٱللَّهُ وَٰسِعٌ عَلِيمٌ﴾ [البقرة: 261].إن الله جل وعلا حث على التصدق بالمال الطيب، وأما المال الخبيث فإنه لا تُقبل الصدقة منه، ولا الكسب الحرام «إِنَّ اللهَ جَلّ وَعَلاَ طَيِّبٌ لاَ يَقْبَلُ إِلاَّ طَيِّبًا» ([1]). والطيب من المال، والكسب الحلال، أو هو من الطيب، والله جل وعلا سمي هذا قرضًا؛ لأن المقرض يدفع المال لمن ينتفع به، ويرد بدله، والله يرد عليك ما أقرضته له أضعافًا كثيرة، أضعافا مضاعفًا، تكفل الله سبحانه بذلك، ووعد أيضًا بالخلف، فقال تعالى: ﴿وَمَآ أَنفَقۡتُم مِّن شَيۡءٖ فَهُوَ يُخۡلِفُهُۥۖ وَهُوَ خَيۡرُ ٱلرَّٰزِقِينَ﴾ [سبأ: 39]. فالله سبحانه وتعالى يخلف على المنفق
الصفحة 1 / 590