باب زكاة بهيمة الأنعام
**********
بيان أهمية الزكاة
وشروط وجوبها
**********
يقول السائل، أبو
عبد الرحمن من جدة: نرجو من فضيلتكم أن تتحدثوا عن الزكاة، وعن أهميتها، وعن
شروطها، حيث إن هناك أناسًا لم يطلعوا على أهمية هذه الزكاة، وهم في جهلٍ بها،
خاصة من الشباب الذي لم يتفقه في الدين، فما هو توجيهكم؟
الزكاة هي الركن الثالث من أركان الإسلام، وهي قرينة الصلاة في كتاب الله عز وجل وهي فريضة على الأغنياء في أموالهم حقا للفقراء، قال تعالى: ﴿وَٱلَّذِينَ فِيٓ أَمۡوَٰلِهِمۡ حَقّٞ مَّعۡلُومٞ ٢٤لِّلسَّآئِلِ وَٱلۡمَحۡرُومِ ٢٥﴾ [المعارج: 24، 25]. وقال تعالى: ﴿إِنَّمَا ٱلصَّدَقَٰتُ لِلۡفُقَرَآءِ وَٱلۡمَسَٰكِينِ وَٱلۡعَٰمِلِينَ عَلَيۡهَا﴾ [التوبة: 60] إلى آخر الآية. فهي حق مفروض وليست تبرعًا، إنما هي مفروض وركنٌ من أركان الإسلام، من جحد وجوبها كفر، فيستتاب فإن تاب وإلا قتل، ومن بخل بها مع اعترافه بوجوبها فإنها تؤخذ منه قهرًا، ولو أدى ذلك إلى مقاتلته، إذا كان عنده شوكة وقوة ومنعة، فإنه يقاتل؛ لأن أبا بكر الصديق رضي الله عنه قاتل مانعي الزكاة، وقال رضي الله عنه: «لَأُقَاتِلَنَّ مَنْ فَرَّقَ بَيْنَ الصَّلاَةِ وَالزَّكَاةِ، وَاللَّهِ لَوْ مَنَعُونِي عَنَاقًا» وفي رواية: «عِقَالاً كَانُوا يُؤَدُّونَهُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لَقَاتَلْتُهُمْ عَلَيْهِ» ([1]).
([1]) أخرجه: البخاري رقم (1399)، ومسلم رقم (20).