****
خامسًا: يجبُ أن يُصانَ
القرآنُ الكريم عن أن يُفسَّر بغيرِ علم، قال صلى الله عليه وسلم: «مَنْ قَالَ في القُرْآنِ بِرَأْيةِ أو بِمَا
لاَ يَعْلَم فَلْيَتبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّار» ([1]). قال
الترمذيُّ: هذا حديثٌ حسن. فالقرآنُ يجبُ أن يفسَّرَ بالقرآن، أو بِسُنَّةِ رسولِ
اللهِ صلى الله عليه وسلم، أو بأقوالِ الصحابةِ أو بأقوالِ التابعين، أو بما
تقتضيه لغةُ العربِ التي نزلَ بها؛ هكذا على الترتيبِ المذكور، أما تفسيرُ القرآنِ
بالرأي فحرامٌ، وعليه وعيدٌ شديدٌ، وهو من القولِ على اللهِ بلا علم.
ومن ذلك تفسيرُه
بالنظرياتِ الحديثة التي هي في الغالبِ من تخرُّصاتِ الجُهَّالِ، وهي تتناقضُ
وتتغيرُ ويُكذِّبُ بعضُها بعضًا، فلا يجوزُ أن تجعلَ تفسيرًا لكتابِ اللهِ عز وجل
كما يفعلُه بعضُ الجُهَّال اليومَ فيما يُسمُّونه بـ«الإعجازِ العِلمي»، فإن هذا
الأمرَ جَدُّ خطير، وهو من التلاعبِ بكتابِ اللهِ عز وجل، فالواجبُ على المسلمين
الحذر من ذلك والتحذير منه؛ وفَّقَ اللهُ الجميعَ للعلمِ النافعِ والعملِ الصالح.
وصلَّي اللهُ عليه وسلم على نبيِّنا محمدٍ وعلى آلِه وصحبِه وسلَّم.
***