×
دروس التفسير في المسجد الحرام الجزء الثالث

 فهذا تحذير من الله جل وعلا لكل عالم يكتم علمه ولا يبينه للناس، ليس هذا خاصًّا باليهود والنصارى، وإنما ذكره لنا من أجل أن نعتبر وأن نتجنَّب طريقتهم.

ثم قال: {وَلِلَّهِ مُلۡكُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۗ [آل عمران: 189]، الله غني عن خلقه سبحانه وتعالى، ولا يحتاج إليهم.

{وَٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ قَدِيرٌ [آل عمران: 189]، قدرته تامة، ولا يُعجزه شيء سبحانه وتعالى، ولا يضره من عصاه، ولا ينفعه من أطاعه؛ وإنما ضرر المعصية ونفع الطاعة يرجعان إلى صاحبهما. وأما الله فإنه غني عن العالمين، له مُلْك السموات والأرض، له ما في السموات وما في الأرض من الكائنات والمخلوقات، كلها مِلكه سبحانه وتعالى. وأيضًا هو يقدر على كل شيء، فهو غني عن هؤلاء وأمثالهم.

هذا، ونسأل الله سبحانه وتعالى التوفيق للعلم النافع والعمل الصالح، وأن يَهدينا وإياكم سواء السبيل، وأن يُصلح علماءنا، ويُصلح ولاة أمورنا، وأن يجعلهم هداة مهتدين، غير ضالِّين ولا مضلِّين.

وصَلَّى الله وسَلَّم على نبيِّنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.

***


الشرح