×
دروس التفسير في المسجد الحرام الجزء الثالث

 الدرس التاسع والثمانون

قال الله سبحانه وتعالى: {كَيۡفَ يَهۡدِي ٱللَّهُ قَوۡمٗا كَفَرُواْ بَعۡدَ إِيمَٰنِهِمۡ وَشَهِدُوٓاْ أَنَّ ٱلرَّسُولَ حَقّٞ وَجَآءَهُمُ ٱلۡبَيِّنَٰتُۚ وَٱللَّهُ لَا يَهۡدِي ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّٰلِمِينَ ٨٦ أُوْلَٰٓئِكَ جَزَآؤُهُمۡ أَنَّ عَلَيۡهِمۡ لَعۡنَةَ ٱللَّهِ وَٱلۡمَلَٰٓئِكَةِ وَٱلنَّاسِ أَجۡمَعِينَ ٨٧ خَٰلِدِينَ فِيهَا لَا يُخَفَّفُ عَنۡهُمُ ٱلۡعَذَابُ وَلَا هُمۡ يُنظَرُونَ ٨٨ إِلَّا ٱلَّذِينَ تَابُواْ مِنۢ بَعۡدِ ذَٰلِكَ وَأَصۡلَحُواْ فَإِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٞ رَّحِيمٌ ٨٩ إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ بَعۡدَ إِيمَٰنِهِمۡ ثُمَّ ٱزۡدَادُواْ كُفۡرٗا لَّن تُقۡبَلَ تَوۡبَتُهُمۡ وَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلضَّآلُّونَ ٩٠ إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَمَاتُواْ وَهُمۡ كُفَّارٞ فَلَن يُقۡبَلَ مِنۡ أَحَدِهِم مِّلۡءُ ٱلۡأَرۡضِ ذَهَبٗا وَلَوِ ٱفۡتَدَىٰ بِهِۦٓۗ أُوْلَٰٓئِكَ لَهُمۡ عَذَابٌ أَلِيمٞ وَمَا لَهُم مِّن نَّٰصِرِينَ ٩١ لَن تَنَالُواْ ٱلۡبِرَّ حَتَّىٰ تُنفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَۚ وَمَا تُنفِقُواْ مِن شَيۡءٖ فَإِنَّ ٱللَّهَ بِهِۦ عَلِيمٞ ٩٢ [آل عمران: 86- 92].

الحمد لله ربِّ العالمين، وصَلَّى الله وسَلَّم على نبيِّنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.

·        وبعد:

هذه الآيات في حكم مَن تبين له الحق، فلم يقبله تكبرًا وعنادًا؛ بأن الله سبحانه يعاقبه بألا يوفِّقه للإيمان ولا يهديه بعد ذلك.

والإسلام يطلق ويراد به: ما كان عليه الأنبياء من أولهم إلى آخرهم، فكل مَن عَبَد الله بما شرعه على يد رسول من الرسل فإنه مسلم.

لكن لما بُعِث محمد صلى الله عليه وسلم، نَسَخ الله به الأديان السابقة، فلم يَبْقَ إلا الدين الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم.

فمَن أراد أن يدخل الجنة، وأن ينجو من النار من غير أن يتبع محمدًا صلى الله عليه وسلم؛ فإنه لن يُقبل منه؛ لأنه عصى الرسول الذي أُمِر باتباعه، والجن والإنس كلهم أُمِروا بأن يتبعوا محمدًا صلى الله عليه وسلم.


الشرح