الدرس الخامس والسبعون
قال
الله سبحانه وتعالى: {إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لَن تُغۡنِيَ عَنۡهُمۡ
أَمۡوَٰلُهُمۡ وَلَآ أَوۡلَٰدُهُم مِّنَ ٱللَّهِ شَيۡٔٗاۖ وَأُوْلَٰٓئِكَ هُمۡ
وَقُودُ ٱلنَّارِ ١٠ كَدَأۡبِ ءَالِ فِرۡعَوۡنَ
وَٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِهِمۡۚ كَذَّبُواْ بَِٔايَٰتِنَا فَأَخَذَهُمُ ٱللَّهُ
بِذُنُوبِهِمۡۗ وَٱللَّهُ شَدِيدُ ٱلۡعِقَابِ ١١
قُل لِّلَّذِينَ كَفَرُواْ سَتُغۡلَبُونَ وَتُحۡشَرُونَ إِلَىٰ جَهَنَّمَۖ
وَبِئۡسَ ٱلۡمِهَادُ ١٢ قَدۡ كَانَ لَكُمۡ ءَايَةٞ
فِي فِئَتَيۡنِ ٱلۡتَقَتَاۖ فِئَةٞ تُقَٰتِلُ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ وَأُخۡرَىٰ
كَافِرَةٞ يَرَوۡنَهُم مِّثۡلَيۡهِمۡ رَأۡيَ ٱلۡعَيۡنِۚ وَٱللَّهُ يُؤَيِّدُ
بِنَصۡرِهِۦ مَن يَشَآءُۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَعِبۡرَةٗ لِّأُوْلِي ٱلۡأَبۡصَٰرِ ١٣﴾ [آل عمران: 10- 13].
الحمد
لله ربِّ العالمين، وصَلَّى الله وسَلَّم على نبيِّنا محمد وعلى آله وأصحابه
أجمعين.
·
وبعد:
في
الآية السابقة أن الراسخين في العلم قالوا: {رَبَّنَآ إِنَّكَ جَامِعُ ٱلنَّاسِ لِيَوۡمٖ لَّا
رَيۡبَ فِيهِۚ إِنَّ ٱللَّهَ لَا يُخۡلِفُ ٱلۡمِيعَادَ﴾
[آل عمران: 9]، وهذا إيمان منهم باليوم الآخر، وأن الله يجمع فيه الأولين
والآخِرين، ويجازي كل عامل بعمله، وأنه في هذا اليوم {يَوۡمَ لَا يَنفَعُ مَالٞ وَلَا بَنُونَ ٨٨ إِلَّا مَنۡ أَتَى ٱللَّهَ بِقَلۡبٖ سَلِيمٖ ٨٩﴾ [الشعراء: 88- 89].
فلا
ينفع في هذا اليوم ولا ينجي من عذاب الله إلا رحمة الله التي سببها الأعمال
الصالحة التي عملها العبد في هذه الدنيا يبتغي بها وجه الله سبحانه وتعالى.
أما
هذه الأموال وهؤلاء الأولاد فإنما هم زينة الحياة الدنيا. وقد تكون سببًا للهلاك
كما حصل للكفار أنهم أعجبوا بأموالهم وأولادهم، {وَقَالُواْ نَحۡنُ أَكۡثَرُ أَمۡوَٰلٗا وَأَوۡلَٰدٗا
وَمَا نَحۡنُ بِمُعَذَّبِينَ ٣٥ قُلۡ إِنَّ رَبِّي يَبۡسُطُ
الصفحة 1 / 327