×
دروس التفسير في المسجد الحرام الجزء الثالث

 الدرس الخامس والتِّسعون

قال الله سبحانه وتعالى: {يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تَأۡكُلُواْ ٱلرِّبَوٰٓاْ أَضۡعَٰفٗا مُّضَٰعَفَةٗۖ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ لَعَلَّكُمۡ تُفۡلِحُونَ ١٣٠ وَٱتَّقُواْ ٱلنَّارَ ٱلَّتِيٓ أُعِدَّتۡ لِلۡكَٰفِرِينَ ١٣١ وَأَطِيعُواْ ٱللَّهَ وَٱلرَّسُولَ لَعَلَّكُمۡ تُرۡحَمُونَ ١٣٢ ۞وَسَارِعُوٓاْ إِلَىٰ مَغۡفِرَةٖ مِّن رَّبِّكُمۡ وَجَنَّةٍ عَرۡضُهَا ٱلسَّمَٰوَٰتُ وَٱلۡأَرۡضُ أُعِدَّتۡ لِلۡمُتَّقِينَ ١٣٣ ٱلَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي ٱلسَّرَّآءِ وَٱلضَّرَّآءِ وَٱلۡكَٰظِمِينَ ٱلۡغَيۡظَ وَٱلۡعَافِينَ عَنِ ٱلنَّاسِۗ وَٱللَّهُ يُحِبُّ ٱلۡمُحۡسِنِينَ ١٣٤ وَٱلَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَٰحِشَةً أَوۡ ظَلَمُوٓاْ أَنفُسَهُمۡ ذَكَرُواْ ٱللَّهَ فَٱسۡتَغۡفَرُواْ لِذُنُوبِهِمۡ وَمَن يَغۡفِرُ ٱلذُّنُوبَ إِلَّا ٱللَّهُ وَلَمۡ يُصِرُّواْ عَلَىٰ مَا فَعَلُواْ وَهُمۡ يَعۡلَمُونَ ١٣٥ أُوْلَٰٓئِكَ جَزَآؤُهُم مَّغۡفِرَةٞ مِّن رَّبِّهِمۡ وَجَنَّٰتٞ تَجۡرِي مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَٰرُ خَٰلِدِينَ فِيهَاۚ وَنِعۡمَ أَجۡرُ ٱلۡعَٰمِلِينَ ١٣٦ [آل عمران: 130-136].

الحمد لله ربِّ العالمين، والصلاة والسلام على نبيِّنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.

·        وبعد:

في هذه الآيات الكريمات النَّهي عن ذنوب ومعاصٍ، كبائر وصغائر، وعلاجها إذا صدرت بالتوبة، وعدم الإصرار عليها، وبيان جزاء مَن اتصف بهذه الصفات عند الله سبحانه وتعالى.

هذا ما توجه إليه هذه الآيات الكريمات من سورة آل عمران.

فقوله تعالى: {يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ هذا نداء من الله سبحانه وتعالى، ينادي به عباده المؤمنين؛ لأن المؤمنين هم الذين يمتثلون أوامر الله، ويُصغون لندائه سبحانه وتعالى، فينتفعون بذلك بموجب إيمانهم.

فدل على أن الإيمان يقتضي منا أن نستمع لنداء الله سبحانه وتعالى، كلما نادانا في القرآن وجب علينا أن نستمع لندائه، وأن نصغي له بقلوب حاضرة؛


الشرح