×
دروس التفسير في المسجد الحرام الجزء الثالث

لأنه إما خير يأمرنا به، وإما شر ينهانا ويحذرنا منه.

والإيمان: هو الإيمان بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخِر، والإيمان بالقدر خيره وشره. وهو قول باللسان، واعتقاد بالقلب، وعمل بالجوارح -أي: بالأعضاء - يَزيد بالطاعة وينقص بالمعصية. هذا هو الإيمان.

فمَن آمن بالله ورسوله، وجب عليه أن يتلقى أوامر الله ونواهيه بالقَبول والامتثال، وإلا لم يكن مؤمنًا. إذا كان لا يستمع لنداء الله، ولا يعمل بما يأمر الله به ويَنهى عنه، فهذا ليس بمؤمن وإن كان يدعي أنه مؤمن.

فالإيمان ليس هو بالدعوى، الإيمان حقيقة وليس دعوى، وإلا فهناك من الناس {مَن يَقُولُ ءَامَنَّا بِٱللَّهِ وَبِٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِ وَمَا هُم بِمُؤۡمِنِينَ ٨ يُخَٰدِعُونَ ٱللَّهَ وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَمَا يَخۡدَعُونَ إِلَّآ أَنفُسَهُمۡ وَمَا يَشۡعُرُونَ ٩ [البقرة: 8- 9].

{يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تَأۡكُلُواْ ٱلرِّبَوٰٓاْ أَضۡعَٰفٗا مُّضَٰعَفَةٗۖ [آل عمران: 130] هذا نهي من الله سبحانه وتعالى عن أكل الربا. والمراد: أننا نتجنب الربا، فلا نتموله ولا نتعامل به، سواء أكلناه أو لم نأكله. وإنما خص الأكل لأنه أغلب وجوه الانتفاع، وإلا فكل استعمالات الربا محرمة، سواء أكلته أو لبسته أو ادخرته، فكل استعمالات الربا محرمة.

والربا كبيرة من كبائر الذنوب، ومن الموبقات، والعياذ بالله - أي: المهلكات - كما عده النبي صلى الله عليه وسلم. وقد لَعَن صلى الله عليه وسلم آكل الربا ومُوكِله وكاتبه وشاهديه. فلَعَن آكل الربا ومَن تعاون معه من الشهود والكُتَّاب. وهذا مما يدل على غلظ تحريم الربا وشدة عقابه.


الشرح